responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13

الهَلَكَةِ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَبَيَانٌ مِنَ الْفِتَنِ، وَبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ ..) [1].

فإن من المؤمل بقارئ القرآن وتالي آية من آياته أن يتساءل عمّا إذا كان من أهل تلك الآية. فإن كانت الآية تأمر بالصلاة والعبادة والطاعة وما أشبه، فله أن يُسرَّ ويشكر الله سبحانه وتعالى إن كان ممن يعمل بها، وأن يزمع الاستقامة على ما هو ماضٍ فيه.

أمّا إذا مرّ بآية تتناول أعمال المنافقين والمشركين أو صفاتهم فعليه أن يتساءل عمّا إذا كانت تتمثل فيه. فإذا كان الأمر كذلك، تاب إلى ربّه وتوكل عليه للإقلاع مما هو عليه.

وهذا بحد ذاته ما نسميه بمحاسبة النفس ووزنها بميزان القرآن المجيد ومقاييسه. وهو لعمري يجسّد مسؤولية كبيرة وليست وحيدة.

وهناك مسؤولية أخرى تتمثل في الانتفاح على آيات الكتاب المجيد، لأن للقرآن أبعادًا متعدّدة، لأن فيه ظاهر وباطن، والظاهر له علوه كما أن للباطن مستوياته، مما يستدعي مزيدًا من التأمّل من قبل القارئ، ولا يكفي أن يتأمّل القارئ آية معيّنة مرّة واحدة، لأن من طبيعة كتاب الله أن تتفتّح أبوابه، الباب تلو الباب تبعًا لرقي القارئ المؤمن. وهذا ما يجعل القرآن كتابًا نَظِرًا جديدًا، لا تَخلق آياته عبر تقادم الأيام.

إنّ الله سبحانه قد أمرنا بالتدبر في كتابه حين قال أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [2].


[1] الأصول من الكافي، ج 2، ص 596.

[2] سورة محمد، آية: 24.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست