responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102

الحَدِيدِ إِلَى قَوْلِهِ

وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ) [1].

فلا تحاول أيها الموحّد أن تعرف الله بالطريقة التي تعرف بها خلقه، لأن خلقه يُعرف بالحدوث وبالتجزُّؤ والتشبيه والولادة والتوالد، في حين لا يعرف الرب الا بالتقديس والتنزيه والتسبيح.

فإذا رفع ابن آدم حاجز الجهل بالقرآن ومنهجه، ورفع حاجز التكبّر على جبروت الله، ولم يحاول التعرّف إلى ربّه بالأسلوب ذاته الذي يتعرّف به على الخلق .. في هذه الحالة يجد الله سبحانه وتعالى قريبًا منه، متجليًا في آيات الخلقية؛ وقد شهده قلبه، وأضحى عقله وعاءً لحقائق الإيمان به.

ولذا، نجد المؤمن الصادق يتقرّب إلى الله تعالى بالتسبيح والتقديس. وذلك مصداق ما ورد عن الإمام محمد الباقر عليه السلام حيث قال‌

: (إِنَّ اللهَ‌

خِلْوٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَخَلْقُهُ خِلْوٌ مِنْهُ، وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْ‌ءٍ مَا خَلَا الله تَعَالَى فَهُوَ مَخْلُوقٌ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ) [2].

وهذا هو التمايز بين الخالق والمخلوق، حيث انعدام الندية والتشابه.

أمّا الفلسفة اليونانيّة القديمة التي تسللت ثم تطوّرت عند بعض المسلمين إلى علم الكلام، فهي قد حاولت تشبيه الله بخلقه‌


[1] الأصول من الكافي، ج 1، ص 91.

[2] الأصول من الكافي، ج 1، ص 83.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست