responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 103

سعيًا لاكتشاف أبعاده. وهي قد وقعت في أخطاء كبيرة وقاتلة، إذ جهدت لإيجاد تسلسل بين الربّ والمربوب، لتصوّر الخلق كالخالق بمرتبة أنزل.

حتى أن من شطحات بعض الفلسفات القديمة، تلك التي أشارت إلى وجود مادة (عفنة) قديمة بقدم الله، فخلق منها الخلق. هذا الخطل ليس سوى وليد الابتعاد عن منهج الأنبياء عليهم السلامووحي السماء في معرفة الرب. إذ لا يعدو أن يكون خرافة عفنة، منها خرجت عبادة النور والظلمة.

أمّا منهج الوحي فقد جاء ليُزيل مثل هذه الخرافات، ويؤكد للمخلوق بأنه غير الله، ويستحيل أن يرقى المخلوق فيصل إلى مستوى الربّ، وإن من الخرافة تنزيل الربّ إلى حيث عَجْزُ المربوب وضعفُه وفناؤه.

وليكن واضحًا أن من صميم الدين ووحي السماء، القول بأن ما يقوم به ابن آدم من خير، فهو من الله، لأنه هو الذي علّمه وأيّده وسدّده وأعطاه، فيما ابن آدم كلّه ضعف وعجز ومحدوديّة؛ ومن الضعف والعجز إذا ما أصرّ عليه يتولّد الجهل وخبث السريرة، فتتولّد عنه المعصية والشرك والخرافة.

فتعالوا نتعرّف إلى أنفسنا على واقعها وإمكاناتها. وحيث نعرف حقيقة أنفسنا، نعرف ربّنا، فنحس بعمق الحاجة إلى تأييده وعطائه.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست