responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53

التوغل في الدنيا وأدرانها، إلى مستوى الطموح إلى الآخرة، ومن مستوى رؤية المخلوق، إلى مستوى رؤية الخالق. وكل ذلك لا يحصل بتكاثر الإمكانات المادية والتشبث بها والعبودية لها.

فلو أن النبي المبعوث قد استخرج لمن بعث إليهم كنوز الأرض، أو استخدم معهم القوة، كما فعل ويفعل المترفون والطغاة، لما زادهم إلا ابتعادًا ونفورًا عن الحق وعن الاستجابة للدين، ولكان قد فعل ما يتناقض ومراد الله تعالى من الإنسان، ولكان فعله إيغالًا في حب الدنيا والاحتجاب عن الآخرة.

1- انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ‌.

لما كان النبي هو المخاطب بهذه الأمثال- الشبهات- من جانب الكافرين المتمردين على دعوة الحق، فإن هذا النبي مدعو كذلك من جانب الله المرسِل أن يُمعِن النظر ويستخدم التفكير والتأمل في طبيعة تلكم الأمثال والشبهات والوساوس المقولبة بقالب المقترحات؛ إذ المرء يُفهَم مما هو مخبوء تحت لسانه، ولا يظهر المخبوء دون تأمل وتفكير صحيحين .. لتعرف نفس المتحدث والقيم التي ينطلق منها، وبالتالي تفهم حقيقته. فالكافرون قد قاسوا النبي (ص) بأهل الدنيا قياسًا باطلًا ومع الفارق.

2- فَضَلُّوا.

عن الطريق الصحيح .. ولو كانوا قيَّموا أشرف الخلق تقييمًا موضوعيًّا، وتأكدوا من كونه صاحب رسالة وهدًى منير، وأنه جاءهم يحمل مصباحًا يضي‌ء دربهم، وأنه راسخ في التضحية بنفسه حتى من أجل سعادة المستجيبين لدعوته؛ ربما كانوا قد اهتدوا إلى الطريق، ولكنهم حينما عكفوا على إلقاء الشبهات في وجه الرسالة

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست