الدنيا، فإنهم أنكروا أصل الجزاء العادل الموعود في الدار الآخرة،
فراحوا يُكذِّبون بكل شيءٍ بعد أن طمسوا فطرتهم وعقلهم، الذي لو انصاعوا إليه
برهةٍ لدلّهم على نور الحقيقة الإلهية القاضية ببعثة النبي بما يريد الله، وبحتمية
حصول يوم القيامة، يوم يعود كل شيءٍ إلى نصابه الحق.
بصائر وأحكام:
1- ما أتعس حال الكافرين الذين طالبوا الرسول أن يُلقى إليه كنز أو
تكون له جنة يأكل منها. أَوَلَم يتفكروا في أنفسهم أنه قد بعث لإثارة عقول البشر،
وليُعلِّمهم كيف يستفيدون من تسخير ما في الأرض من نعم في سبيل فلاحهم؟.
بلى؛ وإن الكنز الحقيقي للإنسان هو الإيمان بالله وتوثيق الصلة به
تبارك وتعالى.
2- من سنن الرَّبّ أن مَنْ يُعرِض عن ذكر الله يُصاب باضطراب في
أفكاره ومقاييسه، كما يُصاب بالضنك والعسر في رزقه.
3- على المؤمن أن يُراقب نفسه، لكيلا تستبدل قيم الحق بالمطامح
المادية فيخسرهما معًا.