responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50

3- وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً.

والقول هذا صادر عن الظالمين، الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم وبتخرصاتهم وبضغطهم على المؤمنين الذين اتَّبعوا الرسول الصادق الأمين، فراحوا يُشِيْعُون عليه أنه رجل مسحور، دون أن يشيروا إلى الجهة التي سحرته.

فإذا قالواك إن الله- والعياذ بالله- هو الذي سحره، فهم لا يُؤمنون بوجود الله أصلًا.

وإذا قالوا: إن مَلَكًا من الملائكة هو الذي سحره، فإنهم- الظالمون الكافرون- لا يؤمنون بما لا يرونه ولا يسمعونه ولا يلمسونه. ومتى رأوه يسحر النبي ليقولوا عن هذا الأخير: إنه قد سحره، أو بماذا سحره .. وكذلك إذا قالوا: إن الجِنَّة قد سحروه. أما إذا قالوا: إن كاهنًا أو مشعوذًا قد سحره، فمن هو يا ترى؟.

أم أن مجرد إصراره على إبلاغ نبوته والاستقامة في دعوته إلى الحق، متشابة مع حالة من تعرَّض للسحر في نظرهم؟.

ولكن؛ كيف يتسنى للمسحور أن يكون ساحرًا- كما اتَّهمه الكافرون الظالمون أيضًا- في الوقت نفسه؟! أليس كان أجدر به أن يفك السحر من نفسه؟!.

ولكن أبت نفوس الظالمين الكافرين إلَّا أن تفتري وتتَّهم بداعي الكذبة الكبرى التي تقمَّصوها بإنكارهم لما وراء المقاييس المادية، وتكذيبهم بالآخرة ويوم القيامة.

ولأنهم وقعوا فريسة الاضطراب العقائدي والثقافي في‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست