تتحدّث عن الأمل والعمل المشترك والعدالة والنهضة لتشييد مجتمع
إنساني فاضل وطيب.
وحينما تعرض هذه الثقافة وتقيسها بما نزل مع الوحي من بصائر على
الحبيب المصطفى (ص)، تجد بينهما مسافة لا متناهية .. ولذلك؛ لم يجد المعترضون على
صحة القرآن وصحة نبوة الحبيب المصطفى اعتراضات يرفعونها إلَّا جملة من المهازل
والتُّهم الواهنة التي لا يرتضيها أحد.
فقد قالوا: إن ثقافة القرآن من جملة الأساطير، اكتتبها محمد (ص)، وقد
أملاها عليه رجال- مجهولون من الإنس أو من الجنفي كل صباح ومساء؛ فهم يطرحون عليه
الأفكار، وهو مجرَّد كاتب لها يُعطيها للناس قرآناً.
وهذه التُّهمة الواهية، جَهِدَ عدد من المستشرقين في إحيائها من
جديد، فقالوا: إن القرآن مُؤلَّف من وحي الزمان والبيئة التي كان محمد يعيش ضمنها.
بل إن البعض لخص كل أوهام الكافرين في قريش والمستشرقين القادمين من عالم اليهودية
والنصرانية فقال: (إن الأمة القادرة على إنجاب شخصية مثل محمد قد لا تبخل بإنجاب
شخصية نظيرة له!). وكأنه كان يريد القول: لا علاقة للنبي الأكرم (ص) بالسماء ووحي
الله، وإنما هو نتاج بيئة وأمة خاصة به!.
وكما إن الجاهليين كانوا يرفعون شعار: (سِحرُ محمد)
[1] .. فراح المستشرقون يُكثرون من تسمية القرآن الكريم ب- (قرآن محمد)،
وحاولوا أن يُقسِّموا القرآن بين آيات مكية وأخرى مدنية، وسعوا