responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 36

الطغاة وجبروته.

هذه هي الأساطير؛ كالأمثلة الباطلة المتداولة بين الناس، والحكم التي يُعتقد- خطأً- أنها خلاصة العقل البشري وما أشبه.

في حين أن العقل يدعونا إلى وضع هذه الأساطير على طاولة البحث وتعريضها لمبضع الحكمة الصادقة لدى كل جيل، فيفكر في مدى صحتها وسلامتها وجدواها؛ إذ مَنْ يقول: إن هذا المثل صحيحًا؟. وتلك المقولة صائبة؟. خصوصًا إذا كان للأمثلة والمقولة ظلالها وأبعادها الخاطئة.

فحينما يقول القائل: (اليد التي تعجز عن قطعها؛ فقبّلها) .. أو: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)، ثم يترك الكلام على عواهنة. مثل هذه المقولات هناك مَنْ يؤكد صحتها، ومن يدعي أن أبعادها وتأثيراتها في نفوس الناس إيجابية؟.

وعليه؛ فإنما قوّة الأسطورة ورصيدها عند الناس عائدة إلى توارثها. في حين أن الحق ينبعث من الوحي وما يكشفه العقل المجرد عن الحجب. وهكذا فإن قوَّته تكمن في ذاته، وليس فيمن يتحدَّث عنه ويدعو إليه؛ إذ الحق لا يعرف بالرجال، وإنما الرجال يُعرفون بالحق.

إن القرآن المجيد ليس أسطورة، كما هو ليس من الثقافة التي كانت شائعة في الجاهلية. وإنك لتجد ثقافة عربية كانت جاثمة على عقول أهل الجاهلية قبل الإسلام، تمثَّلت في أشعار المعلقات. وهي كانت خلاصة ثقافة مجتمع قريش تقريبًا، كانت تتحدَّث في معظم نصوصها عن العصبية والبسالة الوهمية والبكاء على الأطلال والحديث عن الماضين من أهل الباطل. وهي بشكل عام لم تكن‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست