responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 262

وحين نقرأ سمات عباد الرحمن قد يتملَّكنا العجب، هل يبلغ الإنسان هذا المستوى الرفيع من المجد، وكيف يتحرَّر هذا المخلوق الذي تُحيط به أغلال المادة وإصر الجبت والطاغوت، وكيف يتخلَّص من قيوده ويسمو إلى مثل هذه السمات؟.

بلى؛ إذا تجلَّى عندنا اسم الرَّبِ‌ تَبَارَكَ‌ واسم‌ الرَّحْمَنِ‌ يتلاشى هذا العجب. إن يد الرحمة انتشلت هؤلاء العباد، وأن سحابة البركة أحاطت بهم، فلماذا العجب وكان الفرقان هو المنبع.

1- وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً.

العباد، هم المُوحِّدون الصادقون في عقيدتهم وسلوكهم.

وكلمة الرحمن تتناغم مع السابق من قوله جل وعلا: تَبَارَكَ الَّذِي‌ [1].

يمكن توقُّع انعكاس البركة الإلهية في عباد الرحمن، لأن الرحمة الشاملة والدائمة للرِّبِّ المتعال تتجلَّى في هؤلاء الأشخاص- رجالًا ونساءً- وهم الذين أسبغ الله عليهم نعمته، فاستثمروا هذه النعم استثمارًا رائعًا، حتى جعلهم الله تجليًا لرحمته، أسمى من التجلِّي الحاصل في الكائنات الأخرى، حتى ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أنه قال:

(المُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنَ الْكَعْبَةِ)[2].

فهذا الإنسان الذي خلقه من طين له أن يكون أعظم حرمة من الكعبة، لأن صفات الله وأسماءه تتجلَّى فيه.

وحين نتدبَّر في قوله سبحانه: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)


[1] ، آية: 61.

[2] بحار الأنوار: ج 64، ص 71.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست