responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 263

ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي‌ [1].

نجد أن الله يذكر ثواب الدخول في العباد قبل بيان ثواب الدخول في الجنة. وحين نتدبَّر في آية أخرى: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [2] نعرف أن نعمة الدخول في زمرة العباد ومجالسة الرَّبِّ هي أعظم نعمة. بلى؛ إن الجنة وما فيها من نِعَمٍ يَعْصَى حتى على الخيال تصوُّرها، لا تُعَدُّ شيئًا إذا قسناها بمقام مجاورة الرَّبِّ أو حتى مجاورة عباد الله.

وإنِّي لأتوقف طويلًا أمام النص الشريف الوارد في زيارة عاشوراء حيث جاء فيه:

(فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ، وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ، وَرَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي المَقَامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ الله‌)[3].

وأتساءل: كيف يتسنَّى للمؤمن الصالح أن يصل إلى هذه المرحلة السامية، حيث يكون مع أئمة الهدى عليه السلام؟. ولكن رحمة الله واسعة.

أما صفة المشي على الأرض بالهون التي بيَّنها الرَّبُّ كأُولى سمات عباد الرحمن، فهي تنقسم إلى شقين:

الأول: المشية الظاهرة الدالة على تواضع العبد الصالح لرِبِّه وتجاه عموم الخلائق. فحركته بلا تكبُّر أو تجبُّر، مما تدل على معرفته بنفسه وبما حوله، ومعرفته بأنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولًا.


[1] سورة الفجر، آية: 27- 30.

[2] سورة القمر، آية 55.

[3] كامل الزيارات، الباب: [71] ثواب من زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست