responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128

ويُحتمل أن يكون الخليل المؤثر من وسط البيئة الاجتماعية للفرد، كأن يكون والدًا أو أخًا أو زوجة أو قريبًا أو جارًا أو معلمًا أو موجِّهًا حزبيًا. ولهذا يكون لزامًا على كل إنسان أن يضع لنفسه معايير وموازين لاختيار البيئة الاجتماعية التي يعيش ضمنها.

وهذا الذي يعرض القرآن الكريم، وفي هذه الآية الشريفة بالذات صورته وواقعه الأخروي، يزداد هلعًا في يوم القيامة بعد اكتشافه ما سيؤول إليه مصيره، حيث لم يتخذ مع الرسول سبيلًا، فلم يعِ حقيقة القرآن، ولم يتمسك بالعروة الوثقى المتجسدة بولاية الرسول وأهل البيت، ولم يستوعب مفاهيم الكتاب العظيم، ولم يرتو من معينه الصافي. واستبدل كل ذلك بإقامة العلاقة الوطيدة مع طرف آخر مناقض للرسول وللقرآن، وفي ذلك إشارة قرآنية لطيفة ورائعة للغاية تتمثل في استحالة بقاء الإنسان على الحق مع عدم اتِّخاذ السبيل إلى الرسول.

الانتخاب الصعب بين الهدى والضلال:

وبكلمة أخرى: إن الإعراض عن السبيل مع رسول الله (ص)، يعني بالبداهة السقوط في أوحال الباطل، ولا طريق ثالث يقع في البين، إذ ما بعد الهدى إلَّا الضلال. وبالتالي، فإن الباطل كل الباطل أن يعتمد إنسان اجتهاده الشخصي البعيد والمنفصل عن نص القرآن المجيد، والغريب عن التقيد بقيد الاقتداء بالنبي (ص) وأهل البيت عليهم السلام والتنوُّر بنورهم الرباني، ناهيك عن القول بالفصل بين القرآن والعترة، كقول البعض: حسبنا كتاب الله. ولكن لماذا هذا الفصل أَوَلَا يعلمون أن الله أنزل كتابه آيات محكمات ومتشابهات، وأرجع تأويل المتشابهات إلى الراسخين في العلم، وأنه أمر بالطاعة للرسول كما أمر بتقوى الله، وأنه جعل من أبعاد رسالة النبي تزكية

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست