responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 127

ويكشف اللثام عما سبب له الخسران الأبدي.

وهكذا يعترف بارتكاب جريرة، ويقرّ على نفسه باستحقاقها الويل، فيقول:

1- يَا وَيْلَتِي‌.

وهذه الكلمة تعبير عن أشد ندم يهوي إليه البشر بسوء اختياره. وفي التفسير أنه يتجسد هناك في العذاب المقيم في وادٍ يقع في الدرك الأسفل من النار ويُدعى بهذا الاسم، حيث يستغيث من عذابه المعذبون في سائر دركات النار جميعًا.

والسبب في هذا الإقرار وما يعقبه من تمنٍّ، هو أنه اتَّخذ فلانًا خليلًا. والخليل هو الصديق الوثيق العلاقة، حيث تشبك بين الخل وخليله أواصر الود والمحبة حتى يكاد ينعدم الاختلاف بينهما.

2- لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا.

وبقرينة الإقرار والتمني يتضح أن هذا الخليل قد أثّر فيه كل الأثر، حتى صار ينظر من خلاله إلى واقع حياته وجملة أفعاله وأقواله ومواقفه في الحياة الدنيا. مما يكشف أن لصلة الصداقة عظيم الأثر في صياغة شخصية الإنسان ومصيره، مما يدعو العاقل إلى توخي المزيد من الحذر في بناء علاقاته الاجتماعية، ولا سيما الصديق الذي يتوقع تأثير في الفرد. وإذا ما كانت هذه الصداقة ذات أثر في حياة الإنسان في الدنيا، فلا شك في كونها ترسم كثيرًا من ملامح مصيره في الدار الآخرة، حتى لقد قيل في وصف تأثير الصداقة: (قُلْ لي من تصادق، أَقُلْ لك من أنت).

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست