الظاهر أنه مما لا خلاف فيه بين المسلمين أن البسملة جزء القرآن في الجملة،
فإنها جزء من سورة النمل، اتفاقا، بل ذهب بعضهم إلى كفر منكرها، للإجماع
على كفر من أنكر آية من القرآن[1]،
كما لا خلاف بين الإمامية في كونها جزءا لكل سورة عدا البراءة، وإنما
الخلاف بينهم في كونها جزءا لكل سورة عدا البراءة، أو جزءا للفاتحة خاصة،
أو آية مستقلة فذة أنزلت مرارا، أو أنها ليست بآية إطلاقا وأنما أنزلت
لبيان رؤوس السور تيمنا وللفصل بينها، أو أن الأمر يختلف باختلاف القراءات.
ذهب جماعة إلى الأول، قال الآلوسي في روح المعاني: إن ابن عباس وابن
المبارك وأهل مكة كأبن كثير، وأهل الكوفة كعاصم والكسائي وغيرهما- سوى
حمزة-و غالب أصحاب الشافعي، والإمامية على الثاني، أي أنها آية من جميعها
غير البراءة[2].
و قال النسفي: «إن قرّاء مكة والكوفة على أنها آية من الفاتحة ومن كل سورة.
وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم اللّه، ولذا يجهرون بها في الصلاة، وقالوا قد
أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه. وعن ابن عباس
رضي اللّه عنه: من تركها فقد ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب اللّه»[3].
و قال ابن كثير: «و ممن حكي عنه أنها آية من كل سورة إلا براءة: ابن