responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 184

ايقاظ:


لا أظن أن من الخفي على أحد تضمن الكتاب العزيز-في نقله لقصص الأنبياء عليهم السّلام ووقائعهم-لجملة من المعاجز التكوينية الخارقة للعادة، بحيث تكون خارجة عن مقتضيات القواعد الطبيعية ومجاري الامور الاعتيادية.
فإن ذلك مما يكاد-بل هو كذلك بالفعل-أن يكون من الضرورات القرآنية، بل ومن المسلّمات عند المسلمين قاطبة بل وأهل سار الأديان أيضا، فإن معاجز جميع الأنبياء عليهم السّلام-عدا نبينا صلى اللّه عليه وسلم الذي كانت معجزته الخالدة الكتاب العزيز-لتنحصر في الامور التكوينية الخارقة للعادة، كالسفينة لنوح عليه السّلام وغرق الأرض، وانفلاق البحر واليد البيضاء والعصا لموسى عليه السّلام، وإحياء الموتى لعيسى عليه السّلام إلى غير ذلك من المعاجز لهم ولغيرهم من الانبياء والرسل سلام اللّه عليهم أجمعين.
و لا غرابة في شي‌ء من ذلك، لاحتياج كل نبي في إثبات دعواه واتصاله بعالم الغيب غير المحسوس إلى أمور تعجز عنها البشرية لتحملهم على الاعتراف به والتسليم له وإلا لما أمكن التشخيص بين الصادق والكاذب والرسول والمحتال.
و ليس شي‌ء من ذلك على اللّه بعزيز فانه على كل شي‌ء قدير، وعلة العلل يتحكم فيما خلقه كيف ما يشاء.
و من الواضح أن هذا لا ينافي جريان المشيئة الألهية والإرادة الربانية على إجراء الأمور وفق النظم التكوينية والقواعد الطبيعية، فإن ذلك إنما هو بحسب الطبع الأولي للقضية، وهو لا يعني عدم الخروج عنها في قضايا معدودة محدودة بالغة الأهمية إلى حدّ لا يمكنه دركه كإثبات الرسالة التي يرتبط بها مصير البشرية وانقاذهم من التيه والضلالة. غ
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست