و قيل: إنها للجنس وان الماء كان يتفجر من كل حجر يضربه موسى عليه السّلام بعصاه.
و الثاني وإن كان أبلغ في الاعجاز، وأظهر للقدرة اللامتناهية، إلا أن ف بعض النصوص ما يرشد إلى الأول. { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا } قيل: إن الانفجار أوسع من الانجلس الذي ورود في قوله تعالى: { فانبجست منه اثنتا عشرة عينا } [1]و إن الانفجار يكون مسبوقا بالانبجاس دون العكس، وقيل هما بمعنى واحد، حكي عن الهروي وغيره. { قد علم كل أناس مّشربهم } لأن العيون كانت على عدد الاسباط
{ و قطّعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقه قومه أن
اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كلّ أناس مّشربهم } [2].
و المراد بالاسباط القبائل من بني اسرائيل، وقيل: إن تقسيمهم إلى اثني عشر
سبطا كان على حسب انتمائهم إلى أولاد يعقوب عليه السّلام الاثني عشر. { كلوا واشربوا من رزق اللّه } الذي رزقكم من المن والسلوى الذي انزله من السماء، والماء الذي اخرجه من الحجر. { و لا تعثوا في الأرض مفسدين } أي لا تتمادوا في غيكم وكفركم وعصيانكم لأوامر اللّه عز وجل ونواهيه مفسدين.
و قد كرر المعنى تأكيدا وزيادة في الإيقاظ والتحذير مع اختلاف اللفظ، عسى
أن ينفع ذلك لقوم عاندوا الحق بعد وضوحه واتبعوا غيّهم إلى حدّ لم يعهد لهم
نظير في سائر الامم.