responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 123
{ إلاّ إبليس أى واستكبر وكان من الكافرين } ذهب الشيخ المفيد قدس سرّه وجماعة من الأصحاب إلى أن الاستئناء في المقام منقطع، وأن ابليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة، وقد ذكروا في وجه ذلك وجوها عقلية ونقلية إظهرها قوله تعالى: { فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه } [1].
و قد خالف فيه شيخ الطائفة قدس سرّه موافقا في ذلك لابن عباس وابن مسعود وابن المسيب وقتادة وابن جريح والطبري، حيث ذهبوا إلى كونه منا الملائكة، وعليه فيكون الاستثناء متصلا، وقد حاول قدس سرّه لدفع كل ما استدل به للقول الأول فحمل قوله تعالى: { كان من الجنّ } على أنه صار منهم بعد ذلك، أو أنه كان من طائفة من الملائكة يسمون جنا لأنهم كانوا خزنة الجنة، أو لاختفائهم عن العيون.
و القول الأول هو الأظهر، فإن ما ذكره الشيخ قدس سرّه في قوله تعالى: { كان من الجنّ } لا يخرج عن التوجيه والتأويل، ولا مبرر لشي‌ء منه، فإن ظاهر كلمة (كان)هو وجود الصفة في الزمان السابق لا وجوده بعد ذلك، بل وظاهر التعبير بالجن هو إرادة الجنس المقابل للإنس والملائكة على ما يظهر من التأمل في موارد استعماله في القرآن الكريم. فلاحظ.
و كيف كان: فقد عصى إبليس أمر ربه بالسجود لأدم استكبارا منه وتكبرا، باعتبار أنه كان يعتقد أن نفسه أشرف من المخلوق الجديد { قال أنا خير منه خلقتني من نّار وخلقته من طين } [2]، { قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال مّن حمإمّسنون } [3]و بذلك فقد خرج من زي العبودية فكان رجيما

[1]الكهف، الآية: 50

[2]الاعراف، الآية: 12

[3]الحجر، الآية: 33

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست