responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122
{ خلقتني من نار وخلقته من طين } [1]، فإن صرف كونه جهة لهم في السجود لا يقتضي أفضليته عن الساجدين، فان النبي صلى اللّه عليه وسلم والأئمة المعصومين عليهم السّلام طالما سجدوا باتجاه البيت العتق وهم أفضل منه جزما، وقد يؤمر الكبير الطالب للدلالة إلى جهة معينة، بالاتجاه نحو العبد أو الطفل الصغير بل ونحو الحيوان أحيانا، لصرف كونهم واقفين في قرب تلك الجهة التي يقصدها.
إذن: فيتعين حمل اللفظ على ظاهره، فيقال: إن السجود كان لآدم حقيقة، وما ذكر من قبحه لغيره تعالى فهو إنما يتم فيما إذا لم يكن ذلك بأمر منه عزّ وجلّ، وإلا فامتثال أمره تعالى يكون عين الإطاعة والعبادة والخضوع، بل خلاف ذلك يعد عصيانا وكفرا.
و ما ذكرناه يتضح بأدنى تأمل في قضايانا المتداولة، فإنه إذا كانت هناك حاجه يختص بها الأب في داره أو المولى بحيث كان قد نهى استعمال غيره لها، لكنه ولغرض خاص لديه، أمر ابنه أو عبده بجعلها في اختيار عزيز عنده، كان امتناع الابن أو العبد عن ذلك بدعوى اختصاصها به عين العصيان وقبيحا، وعلى هذا الأساس اشتهر في الألسن: (الامتثال خير من الأدب).
بل ويدل عليه قول الصادق عليه السّلام في جواب سؤال الزنديق: كيف أمر اللّه الملائكة بالسجود لآدم؟قال: عليه السّلام«إن من سجد بأمر اللّه فقد سجد للّه، فكان سجوده للّه إذا كان عن أمر اللّه».
و قوله عليه السّلام: «امر أبليس بالسجود لآدم، فقال: يا رب وعزتك إن اعفيتني من السجود لآدم لاعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها، قال اللّه جل جلاله: إني أحب أن أطاع من حيث اريد».
فإن هاتين الروايتين تدلان وبوضوح على أن السجود لغيره تعالى لما كان بأمره فهو عين الإطاعة والامتثال، بل وخضوع وتذلل وسجود له.


[1]الاعراف، الآية: 12.

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست