-و
أعراض،و هي في عالم الذهن لها جنس و فصل،إلاّ أنّها في عالم الخارج ليس لها
مادّة بها الاشتراك و صورة بها الامتياز،بل ما به الامتياز خارجا هو بعينه
ما به الاشتراك،فلو تبدّل القيام بالقعود فهو في الخارج غيره.
-و امور اعتباريّة و انتزاعيّة،و هذه ليس لها لا في الذهن و لا في الخارج
شيء به الامتياز و لا شيء آخر به الاشتراك،فهي امور بسيطة و ما به
الامتياز فيها هو عين ما به الاشتراك ذهنا و خارجا.
إذا عرفت هذا فالموضوع في العلوم إن كان في النحو مثلا هو الكلمة و الكلام
على الإطلاق لزم ما ذكر من كون البحث فيها عن امور تلحق النوع أوّلا ثمّ
تعرض الجنس فتكون غريبة،و لكن الموضوع هو الكلمة و الكلام من حيث الإعراب و
البناء،فالموضوع مقيّد بهذه الحيثية الانتزاعية،و المقيّد بشيء يكتسب حكم
ذلك الشيء،نظير المقيّد بالعدم فإنّه يكون أمرا معدوما.و حينئذ فالمقيّد
بالانتزاعي يكون انتزاعيا،و الانتزاعي ما به الاشتراك فيه هو عين ما به
الامتياز،فلا يكون أمرا آخر غير موضوع المسألة بل هو هو،و ليس عروض الرفع
على الفاعل من حيث إنّه فاعل لانطباق ذلك العنوان الانتزاعي عليه،بل من حيث
الإعراب و البناء،و هذه الحيثية مقيّدة للموضوع فيرتفع الإشكال.
و لا يخفى عليك ما فيه:
أمّا أوّلا:فلأنّ الموضوع هو الكلمة و الكلام،و الحيثيّة هي حيثيّة للبحث
لا للموضوع،فإنّ الرفع يعرض الكلمة،لا الكلمة بقيد كونها من حيث الإعراب و
البناء،و كذا الوجوب يعرض الصلاة لا الصلاة من حيث اقتضائها الوجوب.
و أمّا ثانيا:فلو سلّمنا تقييد الموضوع بالحيثيّة فإن كان الموضوع للعلم
مأخوذا بنحو يكون مشيرا إلى موضوعات المسائل،فهذا إنكار لموضوع العلم،بل
يكون عليه موضوع العلم هو موضوعات المسائل المشار إليها بهذا الموضوع،و هو
خلف الفرض.و إن اخذ بنحو يكون جامعا لها و منطبقا عليها و متّحدا معها فلا
يكون