responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 100
أقوى من اتّحاد النوع مع الجنس،و قد صرّحوا بكون حمل عوارض النوع على الجنس حملا غريبا مجازيا،فمقامنا أولى؛لأنّ المتّحد أمر انتزاعي و في النوع أمر حقيقي،فافهم جدا.
و أمّا ثالثا:فإنّ التغاير بين موضوعات المسائل أمر وجدانيّ بديهيّ،فكون منشأ الانتزاع أمرا كليّا ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك لا يجدي في اتّحاد الموضوعات المتباينة.
و أمّا رابعا:فلأنّ التقييد بالأمر الانتزاعي لا يجعل المقيّد أمرا انتزاعيا؛فإنّ تقييد الدار بكونها ملك زيد لا يجعل الدار امرا اعتباريا،و كذا المقيّد بالانتزاعي كالمقيّد بالفوقيّة و التحتيّة مثلا لا يلزم أن يكون أمرا انتزاعيا،بل هو باق على جوهريّته أو عرضيّته،فتأمل جدا.
و التحقيق في الجواب أن يقال:إنّ موضوع العلم على تقدير وجوده هو ما يبحث فيه عن الغرض المترتّب على ذلك العلم،سواء كان الغرض مترتّب على العوارض الذاتية أو الغريبة؛إذ لم يرد عندنا دليل يقتضي أن يكون البحث عن العوارض الذاتية في العلم لنلتزم بذلك،بل إنّ البحث في العلم عن كلّ ما يترتّب الغرض المتوخّى عن ذلك العلم عليه كان ذاتيّا أو غريبا.
و لو سلّمنا أنّ البحث يلزم أن يكون عن العوارض الذاتية للموضوع فلا دليل يقتضي كون العارض بواسطة الأخصّ أو الأعمّ غريبا،حيث يكون وجود الأخصّ عين وجود الأعمّ و بالعكس.نعم،إذا كان إسناد العارض إلى المعروض بنحو المجازيّة نلتزم بكون ذلك العارض غريبا بالنسبة إلى ما كان الإسناد إليه مجازيّا،و أمّا حيث يتّحد الأخصّ مع الأعمّ لا ريب حينئذ في كون عارض النوع يصحّ إسناده إلى الجنس حقيقيّا،مثلا الضحك الذي هو عارض الإنسان لا ريب في صحّة نسبته حقيقة إلى الحيوان بنحو القضيّة المهملة فنقول:الحيوان ضاحك،فإنّ الضحك حقيقة عارض على الحيوان؛لأنّ الإنسان هو بنفسه حيوان أيضا،
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست