responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 97

[المرحلة الثالثة:في أنّ موضوع العلم هل هو العوارض الذاتية فقط؟]


و المقصود من هذا الكلام بيان أنّ موضوع العلم ما يبحث فيه عن العوارض التي ليست واسطتها واسطة في العروض،سواء كان لها واسطة أم لم تكن لها واسطة، و الواسطة سواء كانت في الثبوت أو في الإثبات،و هذه هي(المرحلة الثالثة)من مراحل البحث.
بيان ذلك أنّ جملة من المحمولات لا تحتاج إلى واسطة أصلا كحمل الإمكان على الممكن و الامتناع على الممتنع،و لكنّ أغلب المحمولات لابدّ لها من واسطة بمعنى علّة محقّقة لحمل المحمول على الموضوع،مثلا الوجوب المحمول على الصلاة لابدّ له من علّة تثبته لها،و هي إرادة المولى مثلا،فالعلّة المثبتة تسمّى واسطة في الثبوت،فالعلّة المحقّقة لثبوت النسبة بين الموضوع و المحمول واقعا تسمّى واسطة في الثبوت،و علّة العلم بذلك الثبوت تسمّى واسطة في الإثبات.و أمّا واسطة العروض فهي الواسطة الموجبة لعروض شي‌ء على شي‌ء ثمّ تنسبه إلى آخر بالمجاز فهذه واسطة في العروض، كالواسطة الموجبة لعروض الجريان على الماء ثمّ تنسبها إلى الميزاب بالعرض و المجاز فتقول:جرى الميزاب بعلاقة الحالّ و المحلّ.
ثمّ إنّ العوارض سبعة أقسام:قسم منها يعرض بلا واسطة أصلا كعروض إدراك الكليات للنفس الناطقة،فإنّها بلا واسطة.و ستة بواسطة:و هي إمّا داخلية مساوية للمعروض أو أعمّ،و إمّا خارجية مساوية للمعروض أو أعمّ أو أخصّ أو مباينه،فالعارض بواسطة الداخل المساوي اتفقوا على كونه ذاتيّا كالتكلّم العارض للإنسان بواسطة النطق،فإنّ الناطق بما أنّه به فعليّة الإنسان لا يحسب عارضا.و اتفقوا على كون العارض بواسطة المباين غريبا،و كذا ما كان بواسطة الخارج الأعمّ و الأخصّ،و اختلفوا فيما كان بواسطة الجزء الأعمّ،
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست