responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 114
و يؤيّده،بل يدلّ عليه أنّ وضع اللفظ لنفس المعاني من غير كون المتكلّم مريدا للتفهيم لا فائدة له و لا تترتّب عليه ثمرة و نحن غير محتاجين إليه أصلا، فليس وضعه من الحكمة؛و لهذا لو سمعنا لفظ زيد من اصطكاك حجرين لانتقلنا إلى معناه لكن قيد الإرادة في المقام مفقود،فالمتكلّم إنّما يريد إفهام السامع أنّه مريد لهذه المعاني.
فما ذكره الشيخ الرئيس‌[1]و المحقق الطوسي‌[2]من أنّ الدلالة تابعة للإرادة مرادهما الدلالة اللفظيّة الوضعيّة لا الأنسيّة،فلا مجال للردّ عليهما بأنّا بمجرّد سماع هذا اللفظ من اصطكاك حجرين نفهم هذا المعنى و يسبق إلى أذهاننا؛لأنّ هذه الدلالة هي الدلالة الأنسيّة و لا ينكرها هذان العلمان،و إنّما ينكران الوضعيّة عند التكلّم بلا شعور و لا اختيار،فافهم أنّ الحقّ معهما في كون ما يدلّ عليه الوضع هو كون المتكلّم في صدد إفهام السامع أنّه مريد لمدلول هذا اللفظ مثلا.
و من هنا يظهر أنّ كلّ إنسان واضع؛لأنّه عند تكلّمه إنّما يريد إفهام المخاطب مداليل هذه الألفاظ،فهو متعهّد بهذا الإفهام فهو واضع أيضا إلاّ أنّه واضع تبعا لا استقلالا،بل بتبع الواضع الأوّل كما هو واضح.
ثمّ إنّ هذا التعهّد تارة يستكشف من تصريح الواضع بذلك التعهّد إمّا بلفظه أو بكتابته و تسمّى بالوضع التعييني،و اخرى يستفاد من كثرة استعماله هذا اللفظ عند إرادة هذا المعنى و تسمّى بالتعيني،كما هو مشاهد في أكثر اللغات؛فإنّ غير العالم باللغة الإيرانيّة مثلا إذا استفاد أنّهم متى عطشوا أطلقوا لفظ(آب)مثلا فيؤتون بالماء يعرف أنّهم تعهّدوا أنّهم متى أرادوا هذا المعنى أطلقوا لفظة(آب)عليه فيعرف تعهّدهم حينئذ.

[1]انظر الشفاء،قسم المنطق،المقالة الأولى من الفن الأول،الفصل الثامن،الصفحة 42.

[2]انظر الجوهر النضيد:8،و نهاية الدراية 1:72 حكى عنه من شرح منطق الإشارات.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست