responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 112
و العمى مثلا فقد ألهمهم يعني ألهم المتكلّم النطق بهذا اللفظ مثلا عند إرادة هذا المعنى،فاستعمل المتكلّم هذا اللفظ في هذا المعنى بعد إلهام اللّه له ذلك اللفظ له لمناسبة ذاتيّة بينه و بين المعنى اطّلع اللّه عليها و خفيت علينا.فباعتبار أنّ المناسبة تكوينيّة من الإنسان فليس أمرا جعليّا صرفا كما في وجوب الصلاة مثلا.و باعتبار أنّ الملهم هو اللّه تعالى فليس أمرا تكوينيّا صرفا كالجوع و العطش،فهو أمر بين الحقيقي و الاعتباري الجعلي،(و بهذا الاعتبار يصحّ إسناد الوضع إلى اللّه تعالى كما هو مقتضى قوله: { وَ عَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمََاءَ كُلَّهََا } [1].
و قد أيّد دعواه بأمرين:
الأوّل:أنّ المعاني غير متناهية فالوضع لها غير متناه فلا يصدر من البشر.
الثاني:أنّه لو صدر منهم لذكر الواضع؛لأنّه خدم البشر خدمة عظيمة و لم نر في التاريخ له أثرا مع عدم غرض في الإخفاء)[2].
ففيه أوّلا:أنّ ما ذكرت من اعتبار المناسبة بين اللفظ و المعنى و إن كان أمرا ممكنا إلاّ أنّه لا دليل على وقوعه.و دعوى لزوم الترجيح بلا مرجّح لولاه قد عرفت عدم قبحه حيث تكون المصلحة قائمة بما يشمله و غيره من أفراد تلك الحقيقة،بل اختيار خصوص فرد من الأفراد مع فرض وفاء الجميع بالغرض ترجيح من غير مرجّح.
و ثانيا:أنّ ما ذكره قدّس سرّه من أنّه أمر بين الحقيقيّة و الاعتباريّة لا نفهم معناه؛إذ إنّ الشي‌ء إن كان له وجود في الخارج فحقيقي،و إن لم يكن له وجود فاعتباري،فجعل الوضع أمرا بين الأمرين لا نفهم له معنى،فإن أراد أنّ كون الملهم هو اللّه هو الذي أدخله في الاعتباريّة باعتبار إلهامه فجميع الأفعال التي يفعلها البشر مستندة إلى إلهامه من حفر الآبار و غيرها،بل و جميع العلوم أيضا كذلك و جميع الصناعات فهذا لا يخرجها عن كونها أمورا حقيقيّة.

[1]البقرة:31.

[2]ما بين القوسين من اضافات بعض الدورات اللاحقة.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست