responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111
و ثانيا:أنّ الوضع يحتاج إلى موضوع و موضوع عليه و موضوع له،ففي مثل علامة الفرسخ الموضوع عليه هو المكان،و الموضوع له هو الدلالة على الفرسخ و لكن في مقام الوضع ليس أمرا يكون موضوعا عليه أصلا.
فالتحقيق أن يقال بكون الوضع عبارة عن أمر حقيقي و هو القول الثاني،و هو عبارة عن التزام و بناء صادر عن الواضع في أنّه متى أراد المعنى الفلاني يتكلّم باللفظ الفلاني،و هذا معنى لا يرد عليه شي‌ء مما أورد على ما تقدّمه،و يكون جامعا بين وضع الأطفال و الحيوانات و مثل وضع العلم للدلالة على الفرسخ و غيرها، (و يكون موافقا لمعناه اللغوي‌[1]فإنّ الوضع هو الجعل و الالتزام مجعول من نفس الجاعل و فعل من أفعاله و عرض من أعراضه.
و دعوى أنّ العرض لا يقوم بالكليّات و قد يوضع اللفظ للكلّي كما يوضع للشخصي يدفعها أنّ الكلّي و الجزئي ممّا يتعلّق بهما هذا العرض و ليسا موضوعا له كي يستحيل عروض العرض عليه،بل الموضوع نفس الواضع و الوضع فعل من أفعاله كقيامه و أكله)[2].
و يؤيّده أنّ هذا البناء موجود في كثير من العقلاء في أفعالهم،فإنّه قد يبني على أنّه متى رفع عمامته فمعناه:هات الشاي للضيف أو أنّه متى صفّق فمعناه:أسرعوا في القيام،فالوضع أيضا بناء منه على أنّه متى تكلّم بهذا اللفظ فهو مريد لهذا المعنى، و الوضع بناء على ذلك داخل في أفعال الواضع.
و أمّا القول بأنّ الوضع أمر بين أمرين فهو متوسّط بين الحقيقيّة و الاعتباريّة كما هو رأي الميرزا النائيني قدّس سرّه بتقريب أنّ البشر لمّا كان انتظام امورهم لا يتمّ إلاّ بالتفهيم و التفهّم،و كان التفهيم و التفهّم بالإشارة عسرا أو غير ميسور دائما كما في الظلمة

[1]انظر المفردات و المنجد:(وضع).

[2]ما بين القوسين من اضافات بعض الدورات اللاحقة.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست