responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 58

وإعظامه والرجوع إلیه فی المهمات ، کان ذلک شاهد حال علی عدم رجحان غیره علیه ، وحصول العلم من هذا الطریق شائع معلوم ، مثلا إذا عرفت إنسان بالجود والکرم والإحسان فلا ریب إن الجلوس علی باب داره والاتکاء علی جداره لا یحتاج بالبداهة إلی استیذانه ، وکذا لو أضاف مبغضیه وأکرم معادیه ، فإکرامه لمحبیه معلوم بشاهد الحال ، وهکذا فی سایر موارد ما یحصل العلم به من الرضا والکراهة والکرم والبخل والفسق والعدالة وغیرها من الصفات الخفیة ، وحینئذ من نظر بعین الإنصاف وتفکر فی أحوال سید المرسلین قطع باستخلافه لأمیر المؤمنین دون غیره من الصحابة المسلمین وأقامه مقامه فی الإمارة ، وحمله أعباء الرسالة نظرا إلی أنه ( ص ) له التصرف فی جمیع أمور العالم وله معرفة ما یصلحهم مما یفسدهم ، وجعل لکل واقعة حکما یناسبها وما ترک الناس فی وهدة الضلالة ، وبین الأحکام حتی آداب التخلی وأرش الخدش ، وعرفهم طریق السلوک وآداب المعیشة بقانون الحکمة الإلهیة ، وبین لهم طریق السیاسات حتی غلبة العدو فی الحروب ، وأوضح لهم طرقها وکیفیاتها حتی بهر العقول وأذعنت العقلاء بأن ما حواه ممتنع الحصول ولولا الإطالة لذکرنا من بعض أخلاقه وآدابه وسیرته مما لو وعاها العاقل وبها تدبر لصقع لوجهه وقال یا سبحان الله ما هذا بشر ، ولذلک کانت شریعته من أقوی معا جزه ، ومن الواضح أنه إذا کان بهذه المرتبة التی لم تحصل لأحد من الخلق من بنی آدم من إدراکه لما لا تدرکه العقول ، وإحاطته بالأحکام وتفاصیلها فیقطع من له أدنی رویة ومسکة بأنه ( ص ) بالنسبة لأمته أشفق من الوالد الرؤوف ، وإن رحمته ولطفه علی الأمة أکثر من حیاطة
اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست