responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 88

إلی عمل القلب، فینبغی ألا تترک حرکة اللسان بالاستغفار، و یجتهد فی اضافة حرکة القلب إلیها، و یتضرع إلی اللّه أن یشرک القلب مع اللسان فی اعتیاد الخیر.

فصل (علاج الإصرار علی الذنوب)

اعلم أن الطریق إلی تحصیل التوبة، و العلاج لحل عقدة الإصرار علی الذنوب: أن یتذکر ما ورد فی فصلها- کما مر- و یتذکر قبح الذنوب و شدة العقوبة علیها، و ما ورد فی الکتاب و السنة من ذم المذنبین و العاصین، و یتأمل فی حکایات الأنبیاء و أکابر العباد، و ما جری علیهم من المصائب الدنیویة، بسبب ترکهم الأولی و ارتکابهم بعض صغائر المعاصی، و أن یعلم أن کل ما یصیب العبد فی الدنیا من العقوبة و المصائب فهو بسبب معصیته- کما دل علیه الأخبار الکثیرة- و یتذکر ما ورد من العقوبات علی آحاد الذنوب: کالخمر، و الزنا، و السرقة، و القتل، و الکبر، و الحسد، و الکذب، و الغیبة، و أخذ المال الحرام ... و غیر ذلک من آحاد المعاصی مما لا یمکن حصره، ثم یتذکر ضعف نفسه و عجزها عن احتمال عذاب الآخرة و عقوبة الدنیا، و یتذکر خساسة الدنیا و شرف الآخرة، و قرب الموت و لذة المناجاة مع ترک الذنوب، و لا یغتر بعدم الأخذ الحالی، إذ لعله کان من الإملاء و الاستدراج. فمن تأمل فی جمیع ذلک و علم ذلک علی سبیل التحقیق انبعثت نفسه للتوبة، إذ لو لم ینزعج إلی التوبة بعد ذلک، فهو إما معتوه احمق أو غیر معتقد بالمعاد، و ینبغی أن یجتهد فی قلع أسباب الإصرار من قلبه! اعنی الغرور، و حب الدنیا، و حب الجاه، و طول الأمل ... و غیر ذلک.

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست