responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 45

بتمام التوبة، و ربما یکرهه خیفة من أن یختطفه قبل الاستعداد و تهیئة الزاد و تمام التوبة، و هو معذور فی کراهة الموت، و لا یدخل تحت قوله- صلّی اللّه علیه و آله-: «من کره لقاء اللّه کره اللّه لقاءه»، لان هذا لیس یکره الموت و لقاء اللّه، و إنما یخاف فوت لقاء اللّه لقصوره و تقصیره، و هو الذی یتأخر عن لقاء الحبیب مشتغلا بالاستعداد للقائه علی وجه یرضاه، فلا یعد کارها للقائه. و علامة هذا: أن یکون دائم الاستعداد للموت لا شغل له سواه، و إن لم یکن مستعدا له عاملا بما ینفعه فی الآخرة التحقیق بالاول.
(و اما الثالث): فانه یذکر الموت دائما، لانه موعد للقاء حبیبه، و المحب لا ینسی قط موعد لقاء الحبیب، و هذا فی غالب الامر یستبطئ مجی‌ء الموت و یحب مجیئه، لیتخلص من دار العاصین و ینتقل إلی جوار رب العالمین، کما روی: «أن حذیفة لما حضرته الوفاة قال: حبیب جاء علی فاقة لا أفلح من رده، اللهم إن کنت تعلم أن الفقر أحب إلی من الغنی، و السقم أحب إلی من الصحة، و الموت أحب الی من الحیاة، فهل علی الموت حتی ألقاک».
و أعلی رتبة منه: من یفوض امره إلی اللّه، و لا یختار لنفسه شیئا: من الموت أو الحیاة، و الفقر و الغنی، و المرض و الصحة، بل یکون أحب الأشیاء إلیه احبها إلی مولاه، و هذا قد انتهی بفرط الحب و الولاء إلی درجة التسلیم و الرضا، و هو الغایة و الانتهاء.

تتمیم (المبادرة إلی الحسنات)

من علامات قصر الأمل و ذکر الموت: المبادرة إلی الحسنات و اشتیاق الخیرات، و لذا ورد فیه الترغیب و الحذر عن آفة التأخیر، قال رسول اللّه

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست