جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 361

غافلا عن اللّه، او واقعا فی أودیة الوساوس الباطلة فی الصلاة، و یکون بعض من اقتدی به من القوم خاشعا حاضر القلب معظما للّه سبحانه، و ما اشنع به ان یکون التفات قلبه إلی من وراءه من الناس الذین لا یقدرون علی شی‌ء من النفع و الضر أکثر من التفات قلبه إلی مالک الملک و الملکوت، أولا یستحیی من علام الغیوب ان ینصب نفسه قدوة لأمة سید الرسل (ص)، و یحل محل رسول اللّه (ص) و اوصیائه الراشدین- علیهم السلام-، و ینوب عنهم، و یکون تغیر قلبه و تأثر نفسه عن ضعفاء العوام الذین اقتدوا به أشد من انفعاله و تأثره من عظمة اللّه و جلاله؟! أو لا یخجل عند اللّه من تفاوت حاله بکثرة المأمومین و قلتهم؟ فینبغی لکل امام قوم ان یمتحن نفسه، فان لم تکن له هذه الصفات الخبیثة، فلیؤم، و إلا فلیترک و لا یهلک نفسه، و یعرف ذلک بأن یکون فرحه بامامة نفسه کفرحه بامامة غیره من أمثاله و اقرانه، بل إن کان قصده و فرحه بمجرد اقامة السنة، و احیاء رسوم الملة، فینبغی ان یکون فرحه بامامة غیره ممن هو مرضی، و الاهتمام به، أکثر من إمامة نفسه، لحصول المقصود مع السلامة عن الغوائل المحتملة، و ینبغی- أیضا- ألا یکون باعثه و محرکه إلی المسجد لامامة القوم إلا القربة و رجاء الثواب، فلو کان فی بعض زوایا قلبه باعث خفی من حب الشهرة و المنزلة فی القلوب، أو الوصول إلی ما ینتظم به معاشه، فله الویل و الثبور، و یکون ممن ضل و اضل و هلک و أهلک!

فصل (ما ینبغی فی صلاة الجمعة و العیدین)

ینبغی للحاضر إلی صلاة الجمعة و العیدین: ان یستحضر ان هذه الأیام

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 361

صيغة PDF

شهادة

الفهرست