responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 360

من القرب و الرتبة لازم لهم، مستمر علی حالة واحدة، لا تزید و لا تنقص، و لیس لهم مرتبة الترقی من درجة إلی أخری، و باب المزید مسدود علیهم، و لذلک قالوا: «و ما منا إلا له مقام معلوم»، بخلاف الإنسان، فان له الترقی فی الدرجات، و التقلب فی اطوار الکمالات، و مفتاح مزید الدرجات هی الصلاة، قال اللّه سبحانه: «قد افلح المؤمنون الذین هم فی صلاتهم خاشعون»، فمدحهم بعد الایمان بصلاة مخصوصة، و هی المقرونة بالخشوع، ثم ختم اوصاف المفلحین بالصلاة أیضا، فقال فی آخرها:
وَ الَّذینَ هُمْ عَلی صَلَواتِهِمْ یُحافِظُونَ، ثم قال فی ثمرة تلک الصفات: أُولئکَ هُمُ الوارِثونَ، الَّذینَ یَرِثونَ الفِردَوس هُمْ فیها خالِدونَ [1].
فوصفهم بالفلاح أولا، و بوراثة الفردوس آخرا. فالمصلون هم ورثة الفردوس، و ورثة الفردوس هم المشاهدون لنور اللّه بقربه و دنوه بالقلب.
و کل عاقل یعلم ان مجرد حرکة اللسان و الجوارح، مع غفلة القلب، لا تنتهی درجته إلی هذا الحد.

فصل (ما ینبغی فی إمام الجماعة)

ینبغی لامام الجماعة: ان یختص من بین القوم بمزید صفاء القلب، و إقباله إلی اللّه، و الخشوع و التعظیم، و غیر ذلک من الشرائط الباطنة، لانه القدوة و الجاذب لنفوس الجماعة إلی اللّه، فما اقبح به ان یکون قلبه


(1) المؤمنون، الآیة: 9- 11.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست