جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 359

و الحیاء: سبب لحصول أَنوار فی القلب، تکون تلک الأنوار مفاتیح للعلوم الباطنة، و انما یفیض منها علی کل مصل علی قدر صفائه من کدورات الدنیا، و یختلف ذلک بالقلة و الکثرة، و القوة و الضعف، و الجلاء و الخفاء، و یختلف أیضا بما ینکشف من العلوم، فینکشف لبعضهم من صفات اللّه و جلاله، و لبعضهم من عجائب افعاله، و لبعضهم من دقائق علوم المعاملة، و لبعضهم غیر ذلک، و أولی بالظهور و الافاضة لکل شخص ما یهمه و یکون فی طلبه. و إلی ما ذکرنا من ترتب الافاضة العلویة علی الصلاة الخالصة لوجه اللّه المؤداة بالشروط المذکورة، أشار النبی (ص) بقوله:
«ان العبد إذا قام فی الصلاة، رفع اللّه الحجاب بینه و بین عبده، و واجهه بوجهه، و قامت الملائکة من لدن منکبیه إلی الهواء، یصلون بصلاته، و یؤمنون علی دعائه، و ان المصلی لینشر علیه البر من أعنان السماء إلی مفرق رأسه، و ینادیه مناد: لو علم المصلی من یناجی ما التفت. و ان ابواب السماء تفتح للمصلین، و ان اللّه یباهی ملائکته بصدق المصلی». فان رفع الحجاب و فتح ابواب السماء کنایة عن إفاضة العلوم الباطنة علیه. و ورد فی التوراة:
«یا ابن آدم، لا تعجز أن تقوم بین یدی مصلیا باکیا، فأنا اللّه الذی اقتربت من قلبک، و بالغیب رأیت نوری». و ورد: «ان العبد إذا صلی رکعتین، عجبت منه عشرة صفوف من الملائکة، کل صف منهم عشرة آلاف، و باهی اللّه به مائة الف». و ذلک لان العبد جمع فی الصلاة بین القیام و القعود، و الرکوع و السجود، و الذکر باللسان، و غیر ذلک. و لیس لملک من الملائکة هذا القسم من العبادة الجامعة بین الکل، بل هذه الأفعال موزعة علیهم، فبعضهم قائمون لا یرکعون إلی یوم القیامة، و بعضهم ساجدون لا یرفعون الی یوم القیامة، و هکذا الراکعون و القاعدون، فان ما أعطی الملائکة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 359

صيغة PDF

شهادة

الفهرست