responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 334

و أما التفهم: فسببه- بعد حضور القلب- ادمان الفکر، و صرف الذهن إلی ادراک المعنی. و علاجه ما هو علاج إحضار القلب، مع الإقبال علی الفکر، و التشمر لرفع الخواطر الشاغلة بقطع موادها، أعنی النزوع علی الأسباب التی تنجذب الخواطر إلیها. و ما لم تنقطع تلک المواد لا تنصرف عنها الخواطر. فان من أحب شیئا أو بغض شیئا أو خاف من شی‌ء، أکثر ذکره. فذکر المحبوب و المبغوض و المخوف یهجم علی القلب بالضرورة.
و لذا تری أن من أحب غیر اللّه أو کان قلبه مشغولا بعداوة أحد أو بالخوف عنه، لا تصفو له صلاة عن الخواطر.
و أما التعظیم: فهو حالة للقلب یتولد من معرفتین: إحداهما:
معرفة جلال اللّه و عظمته، فان من لا یعتقد عظمته لا تذعن النفس لتعظیمه، و هذه المعرفة من أصول الایمان. الثانیة: معرفة حقارة النفس و خستها و ذلتها، و کونها عبدا مسخرا مربوبا لا یقدر شیئا من النفع و الضر. و تتولد من المعرفتین: الاستکانة و الانکسار و الخشوع للّه، فیعبر عنه بالتعظیم، و ما لم تمتزج معرفة حقارة النفس بمعرفة جلال الرب لا تنتظم حالة التعظیم و الخشوع، فان المستغنی عن غیره الآمن علی نفسه، یجوز أن یعرف من غیره صفات العظمة و الجلال، و نعوت القدرة و الکمال، و لا یکون خاشعا معظما له، لأن معرفة حاجة النفس و حقارتها لم تقترن إلیه.
و اما الهیبة و الخوف: فحالة للنفس تتولد من المعرفة بقدرة اللّه- تعالی- و سطوته و نفوذ مشیته فیه، مع قلة المبالاة به، و انه لو أهلک الأولین و الآخرین لم تنقص من ملکه ذرة، مع تذکر ما جری علی الأنبیاء و الأولیاء من المصائب و أنواع البلاء مع القدرة علی الدفع. و کلما زاد العلم باللّه و بصفاته و أفعاله زادت الخشیة و الهیبة.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست