responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 335

و اما الرجاء: فسببه معرفة لطف اللّه- تعالی- و کرمه و عمیم انعامه و لطائف صنعه، و معرفة صدقه فی وعده الجنة بالصلاة. فإذا حصل الیقین بوعده و المعرفة بلطفه، انبعث منها الرجاء.
و اما الحیاء: فسببه استشعار التقصیر فی العبادة، و علمه بالعجز عن القیام بعظیم حق اللّه، و یقوی ذلک بمعرفة عیوب النفس و آفاتها و قلة اخلاصها و خبث باطنها، و میلها إلی الحظ العاجل فی جمیع افعالها، مع العلم بجمیع ما یقتضیه جلال اللّه و عظمته، و العلم بأنه مطلع علی السرائر و خطرات القلب، و ان دقت و خفیت. و هذه المعارف إذا حصلت یقینا، انبعثت منها- بالضرورة- حالة تسمی بالحیاء.

فصل (طریق تحصیل المعانی الباطنة)

اعلم ان العلاج فی تحصیل المعانی الباطنة المذکورة، اعنی الحضور و التفهم و التعظیم و الهیبة و الرجاء و الحیاء، هو تحصیل أسباب هذه المعانی، و قد عرفت أسبابها. و طرق العلاج فی تحصیل هذه الأسباب انما یتم بأمرین:
الأول- معرفة اللّه، و معرفة جلاله و عظمته و استناد الکل إلیه، و معرفة کونه عالما بذرات العالم و بسرائر العباد. و یلزم ان تکون هذه المعرفة یقینیة، لیترتب علیها الأثر. اذ ما لم یحصل الیقین بأمر، لا یحصل التشمر فی طلبه و الهرب عنه. و هذه المعرفة هی المعبر عنها بالایمان.
و لا ریب فی کونها موجبة لحصول المعانی المذکورة و أسبابها. اذ المؤمن یکون البتة حاضر القلب مع ربه عند مناجاته، و متفهما لما یسأله عنه، معظما له، و خائفا منه، و مستحییا من تقصیره.
الثانی- فراغ القلب، و خلوه من مشاغل الدنیا. فان انفکاک

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست