responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 32

احبط عمله و اضاع ثوابه.
و (منهم) من یجمع مالا من غیر حله، و لا یبالی باخذ المال من أی طریق کان، ثم یمسکه غایة الإمساک، إلا انه لا یبالی بصرف بعضه فی طریق الحج، إما لنفسه فقط، أو لأولاده و ازواجه أیضا، اما للاشتهار، او لما وصل إلیه: ان تارک الحج یبتلی بالفقر.
و (منهم) من غلب علیه البخل، فلا تسمح نفسه بانفاق شی‌ء من ماله فیشتغل بالعبادة البدنیة من الصوم و الصلاة، ظنا منه ان ذلک یکفی لنجاته، و لم یدر ان البخل صفة مهلکة لا بد من ازالتها، و علاجه! بذل المال دون العبادات البدنیة. و مثله مثل من دخلت فی ثوبه حیة، و قد أشرف علی الهلاک، و هو مشغول بطبخ السکنجبین لیسکن الصفراء، و غافل بأن الحیة تقتله الآن، و من قتلته الحیة فأی حاجة له إلی السکجبین؟

وصل (ضد الغرور الفطانة و العلم و الزهد)

قد عرفت ان الغرور مرکب من الجهل و حب مقتضیات الشهوة و الغضب، فضده الفطانة و العلم و الزهد، فمن کان فطنا کیسا عارفا بربه و نفسه و بالاخرة و الدنیا، و عالما بکیفیة سلوک الطریق إلی اللّه و بما یقربه إلیه و بما یبعده عنه، و عالما بآفات الطریق و عقباته و غوائله، لاجتنب عن الغرور و لم یغره الشیطان فی شی‌ء من الأمور، إذ من عرف نفسه بالذل و العبودیة و بکونه غریبا فی هذا العالم اجنبیا من هذه الشهوات البهیمیة، عرف کون هذه الشهوات مضرة له و ان الموافق له طبعا هو معرفة اللّه و النظر إلی وجهه فلا یسکن نفسه إلی شهوات الدنیا، و من عرف ربه و عرف الدنیا و الآخرة و لذاتهما و عدم النسبة بینهما ثار فی قلبه حب اللّه و الرغبة إلی دار الآخرة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست