responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 33

و الانزجار عن الدنیا و لذاتها، و إذا غلبت هذه الارادة علی قلبه صحت نیته فی الأمور کلها، فان أکل- مثلا- او اشتغل بقضاء الحاجة کان قصده منه الاستعانة علی سلوک طریق الآخرة، و اندفع عنه کل غرور منشأه تجاذب الأغراض و النزوع إلی الدنیا و إلی الجاه و المال، و ما دامت الدنیا أحب الیه من الآخرة و هوی نفسه أحب إلیه من رضاء اللّه، لم یمکنه الخلاص من الغرور. فالاصل فی علاج الغرور: ان یفرغ القلب من حب الدنیا، و یغلب علیه حب اللّه، حتی تتقوی به الارادة و تصح به النیة و یندفع عنه الغرور. قال الصادق (ع): «و اعلم انک لن تخرج من ظلمات الغرور و التمنی الا بصدق الإنابة إلی اللّه، و الاخبات له، و معرفة عیوب أحوالک من حیث لا یوافق العقل و العلم، و لا یحتمله الدین و الشریعة و سنن القدوة و أئمة الهدی، و ان کنت راضیا بما أنت فیه فما أحد اشقی بعملک منک و اضیع عمرا، فاورثت حسرة یوم القیامة» [1].

و منها: طول الأمل‌

اشارة

معنی طول الأمل و مرجعه- علاجه- ضده قصر الأمل- اختلاف الناس فی طول الأمل- ذکر الموت مقصر للامل- التعجب ممن ینسی الموت- الموت أعظم الدواهی- مراتب الناس فی ذکر الموت.
و هو أن یقدر و یعتقد بقاءه إلی مدة متمادیة، مع رغبته فی جمیع توابع البقاء: من المال و الأهل و الدار و غیر ذلک، و هو من رذائل قوتی العاقلة و الشهوة، إذ الاعتقاد المذکور راجع إلی الجهل المتعلق بالعاقلة، و حبه


(1) صححناه علی مصباح الشریعة- الباب 36.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست