responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 311

الثالثة- تطهیر القلب من مساوی الأخلاق و رذائلها.
الرابعة- تطهیر السر عما سوی اللّه- تعالی-، و هی تطهیر الأنبیاء و الصدیقین. و الطهارة فی کل مرتبة نصف العمل الذی فیها، إذ الغایة القصوی فی عمل السر أن ینکشف له جلال اللّه و عظمته، و تحصل له المعرفة التامة، و الحب و الانس. و لا یمکن حصول ذلک ما لم یرتحل عنه ما سوی اللّه، و لذلک قال اللّه- تعالی-:
قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ [1]. فان اللّه و غیره لا یجتمعان فی قلب واحد: وَ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُل مِنْ قلبینِ فی جَوفِهِ [2].
فتطهیر السر عما سوی اللّه نصف عمله، و النصف الآخر شروق نور الحق فیه. و الغایة القصوی فی عمل القلب عمارته بالا خلاق المحمودة، و العقائد الحقة المشروعة. و لا یتصف بها ما لم ینظف عن نقائضها، من الأخلاق المذمومة، و العقائد الفاسدة. فتطهیرها عنها أحد الشطرین، و الشطر الآخر تحلیته بالفضائل و العقائد الحقة.
و أما عمل الجوارح، فالمقصود منه عمارتها بالطاعات. و لا یمکن ذلک ما لم یطهر عن المعاصی و المناهی. فهذا التطهیر نصف عملها، و نصفه الآخر عمارتها بالطاعات. و قس علی ذلک الحال فی المرتبة الأولی. و إلی ذلک الإشارة بقول النبی (ص): «الطهور نصف الایمان». فان المراد: أن تطهیر الظاهر، و الجوارح، و القلب، و السر، من النجاسات و المعاصی
(1) الانعام، الآیة: 91.
(2) الأحزاب، الآیة: 4.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست