responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 312

و رذائل الأخلاق و ما سوی اللّه نصف الایمان، و نصفه الآخر عمارتها بالنظافة و الطاعات و معالی الأخلاق، و الاستغراق فی شهود جمال الحق و جلاله. و لا تظنن أن مراده (ص) أن مجرد تطهیر الظاهر عن النجاسات بافاضة الماء نصف الایمان، مع تلوث الجوارح بأخباث المعاصی، و تنجس القلب باقذار مساوی الأخلاق، و تشوش السر و تکدره بما سوی اللّه.
فالمراد التطهیر فی المراتب الأربع، التی هی من مقامات الدین، و هی مرتبة یتوقف بعضها علی بعض، و لا یمکن أن ینال العبد ما هو الفوق، ما لم یتجاوز ما دونه، فلا یصل إلی طهارة السر مما سوی اللّه، و عمارته بمعرفة اللّه، و انکشاف جلاله و عظمته، ما لم یفرغ عن طهارة القلب عن الأخلاق المذمومة، و تحلیته بالملکات المحمودة. و لا یصل إلی ذلک ما لم یفرغ عن طهارة الجوارح من المعاصی و عمارتها بالطاعات. و لا یصل إلی ذلک ما لم یفرغ عن إزالة الخبث و الحدث عن الظاهر، و عمارته بالنظافة و النزاهة.

فصل (حقیقة الطهارة)

طهارة الظاهر، إما عن الخبث، أو عن الحدث، أو عن فضلات البدن، و ما یتعلق بها من الاحکام الظاهرة الواجبة و المحرمة و المندوبة و المکروهة، مستقصاة فی کتب الفقه.
و أما الآداب الباطنة لطهارة الخبث و إزالته عند التخلی لقضاء الحاجة، أن یتذکر عنده نقصه و حاجته، و خبث باطنه، و خسة حاله، و ما یشتمل علیه من الاقذار، و کونه حامل النجاسات، و یتذکر باستراحة نفسه عند إخراجها، و سکون قلبه عن دنسها، و فراغه للعبادات و المناجاة، و ان

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست