دون فتور، أفضل و أعلی رتبة من منع النفس عن الجزع لأجل عشرة دراهم سرقت منه. و
ثانیهما- التقیید بخروجها علی ما هو الظاهر عند جمهور الناس من الانفکاک
بین الصبر و الشکر. فان الجمهور لا یفهمون من حبس النفس عن الجزع عند
الابتلاء ببلیة إلا الصبر، و لا یلتفتون إلی ان هذا الحبس نوع عبادة حصلت
تعظیما للّه، و هو عین الشکر. و کذا لا یفهمون من إظهار التحمید و الاشتغال
بالصلاة عند وصول نعمة إلا الشکر، و لا یلتفتون الی أن هذا العمل عین منع
النفس عن الکفران، و هو الشکر بعینه.
و منها: الفسق
اشارة
و هو الخروج عن طاعة المبدأ الحقیقی و عبادته. و ضده الطاعة، و هی تمجید
المبدأ و التخضع له باداء ضروب العبادات المقررة فی الشریعة. و عمدة
العبادات الموظفة فی الشریعة هی: الطهارة، و الصلاة، و الذکر، و الدعاء، و
تلاوة القرآن، و الصوم، و الحج، و زیارة النبی- صلّی اللّه علیه و آله- و
الأئمة- علیهم السلام-، و الجهاد فی سبیل اللّه، و أداء المعروف، الشامل
للزکاة، و الخمس، و الصدقة المندوبة، و غیرها. و الأخیر- اعنی أداء المعروف
باقسامه- قد تقدم. و الجهاد فی هذا الزمان ساقط. فنشیر إلی بعض الاسرار و
الدقائق و الآداب الباطنة المتعلقة بالبواقی، فی مقاصد و خاتمة. و أما
آدابها و احکامها و شرائطها الظاهرة، فهی مذکورة فی الفقهیات.