responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 306

عن الشکوی فی البلاء مع الکراهة و التألم [1]، و علی هذا یکون الرضا فوقه، لو قطع النظر عن کون الصبر شکرا أیضا، و یکون الشکر فوق الرضا، إذ الصبر مع التألم و الرضا یمکن بما لا ألم فیه و لا فرح، و الشکر لا یمکن إلا علی محبوب یفرح به، و لو لم یعتبر فی مفهوم الصبر الکراهة و التألم، لصار الرضا و الشکر فی بعض درجاته، إذ یمکن أن یصل حال العبد فی الحب مرتبة لا یتألم من البلاء أو یفرح به، لأنه یراه من محبوبه.
و حینئذ، فترک الشکوی فی البلاء مع الکراهة صبر، و بدونها رضا، و مع الفرح به شکر.

تنبیه (القانون الکلی فی معرفة الفضائل)

اعلم أن المعیار و القانون الکلی فی معرفة فضائل الاعمال و الأحوال و ترجیح بعضها علی بعض عند أرباب القلوب: أن العمل کلما کان أکثر تأثیرا فی إصلاح القلب و تصفیته و تطهیره عن شوائب الدنیا، و أشد اعدادا له لمعرفة اللّه و انکشاف جلاله فی ذاته و صفاته و افعاله، کان أفضل.
و علی هذا القانون، لو لا الاتحاد و العینیة و التلازم بینهما، لکان اللازم أن یوازن بین کل درجة درجة من درجات الصبر و الشکر و ترجیح أحدهما، إذ لکل منهما درجات مختلفة فی تنویر القلب و تصفیته، و سبب الاختلاف أسباب:
منها- الاختلاف بین أقسام النعم و اقسام البلاء.
و منها- اختلاف مراتب المعرفة و الفرح المأخوذین فی الشکر،


(1) قال أستاذ البشر المحقق (الطوسی)- قدس سره- فی تعریف الصبر:
«الصبر. حبس النفس عن الجزع عند المکروه، و هو یمنع الباطن عن الاضطراب، و اللسان عن الشکایة، و الأعضاء عن الحرکات غیر المعتادة ...».
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست