جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 305

نعمة، بل هو مستلزم للنعمة. فالشکر علی اللازم، و الصبر علی الملزوم، فاختلفت جهتا الصبر و الشکر، فلا اتحاد. و ما ذکرناه من الاتحاد انما هو الشکر و الصبر علی النعمة و ترک المعصیة، او علی البلاء و الطاعة. و ندعی أن من وصلت إلیه نعمة، فشکر علیها بعرفانها من اللّه، ففرح بها، و عمل بمقتضی الفرح، من التحمید او طاعة أخری، کان هذا الشکر عین الصبر عن معصیة هی الکفران، او علی الطاعة التی هی التحمید و غیره.
کذا من ابتلی ببلیة، فصبر علیها بحبس نفسه عن الجزع، فهذا الصبر عین الشکر بأداء الطاعة التی هی تعظیم اللّه بکف النفس عن الجزع، أو عن المعصیة التی هی الجزع و الاضطراب. و هذا الاتحاد و العینیة یطرد فی کل صبر و شکر، و لا یتحقق شکر لا یکون عن الصبر من هذا الوجه، و بالعکس.
و لیس بینهما تضاد و تغایر أصلا، و الاستلزام و اختلاف الجهة انما هو فی الصبر علی البلاء و الشکر علی ما یستلزمه من النعم، و لا یمکن هنا اتحادهما لتضادهما. و فی هذه الصورة، یکون کل من الصبر و الشکر المتمیزین عن الآخر باختلاف الجهة عین الآخر، من حیث ملاحظة الاعتبار السابق، فلا یمکن الترجیح فی هذه الصورة مع اختلاف الجهة أیضا.
فان قیل: عرفان النعم من اللّه داخل فی حقیقة الشکر، و لیس داخلا فی الصبر، فینبغی ان یکون الشکر لذلک أفضل من الصبر.
قلنا: فی الشق الأول من صورة العینیة و الاتحاد، یکون عرفان النعمة داخلا فی الصبر، و فی الشق الثانی منهما، و فی صورة الاستلزام، یدخل عرفان البلاء من اللّه فی الصبر. فکما ان الشاکر یری نعمة العینین من اللّه، فکذا الصابر یری العمی من اللّه، فهما فی المعرفة متساویان. ثم جمیع ما ذکر فی الفرق بین الصبر و الشکر إنما إذا کانت حقیقة الصبر حبس النفس

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 305

صيغة PDF

شهادة

الفهرست