responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 28

بعین الحقارة و الازدراء، یقول فی العباد: إنهم أجراء مبعوثون، و فی العلماء:
أنهم بالحدیث عن اللّه لمحجوبون، و یدعی لنفسه من الکرامات ما لا یدعیه نبی و لا ولی، و یدعی کونه و أصلا إلی الحق فارغا عن أعباء التکلیف، لا علما أحکم و لا عملا هذب، لم یعرف من المعارف إلا أسماء یتفوه بها عند الأغنیاء للوصول إلی بعض حطامهم الخبیثة، فهو عند اللّه من الفجار المنافقین، و عند أرباب القلوب من الحمقی الجاهلین، مع ظنه أنه من المقربین، فهو أشد الغافلین المغرورین.
و (منهم) ملامیة یرتکبون قبائح الاعمال و شنائع الافعال الموجبة للبعد عن طریق المروة، ظنا منهم أن هذا موجب لکسر النفس و إزالة ذمائم الأخلاق، و لم یعلموا ان هذه الافعال من الذمائم، و قد نهی صاحب الشرع عنه.
و (منهم) من اشتغل بالریاضة و المجاهدة، و قطع بعض المنازل، و وصل إلی بعض المقامات علی قدر سعیه و مجاهدته، إلا أنه لم یتم سلوکه و انقطع عن سائر المقامات، اما لاعتراض مفسد فی اثناء السلوک، أو لوقوعه فی الاثناء ظنا منه انه وصل إلی اللّه و لم یصل بعد، فان للّه سبعین حجابا من نور، و لا یصل السالک إلی حجاب من تلک الحجب فی الطریق الا و یظن انه قد وصل، و إلیه الإشارة فی حکایة الخلیل، حیث رأی أولا کوکبا، فقال:
«هذا ربی»، ثم انتقل إلی القمر، ثم عنه إلی الشمس، فانه لیس المراد بالکوکب و القمر و الشمس هذه الاجسام المضیئة، فان شأن مثل الخلیل أعظم من أن یظن کونها آلهة، بل هذا ینافی شأنه و رتبته، فالمراد بها الأنوار التی هی من حجب اللّه، و یراها السالک فی الطریق، و لا یتصور الوصول إلی اللّه الا بالوصول إلی هذه الحجب، و هی حجب من النور بعضها أعظم من
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست