responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 27

فی الطول و العرض، و السقوط إلی الأرض، (لا) سیما إذا سمعوا کلاما فی الوحدة و العشق، مع عدم اطلاعهم علی حقیقة شی‌ء منهما. و ربما تجاوز بعضهم من ذلک إلی الرقص و التصفیق، و إبداء الشهیق و النهیق، و اختراع الاذکار، و التغنی بالاشعار ... و غیر ذلک من الحرکات القبیحة و الهیئات الشنیعة، و یظن أن العبد بهذه الحرکات و الأفعال یصل إلی الدرجات العالیة، و لم یعلم المغرور أنها تقرب العبد إلی سخط اللّه و عذابه.
و (منهم) من وقع فی الاباحة، و طوی بساط الشرع و الاحکام، و ترک الفصل بین الحلال و الحرام، یتکالب علی الحرام و الشبهات، و لا یحترز عن أموال الظلمة و السلاطین، و ربما قال: المال مال اللّه و الخلق عیال اللّه، فهم فیه سواء. و ربما قال: ان اللّه مستغن عن عملی، فأی حاجة إلی أن أتعب نفسی فیه؟ و ربما قال: لا وزن لأعمال الجوارح، و إنما النظر إلی القلوب، و قلوبنا و الهة إلی حب اللّه و اصلة إلی معرفة اللّه. و ربما خاضوا فی الشهوات الدنیویة، و قالوا: إنها لا تصدنا عن طریق اللّه، لقوة نفوسنا و قوة اقدامنا فیها، و إنما یحتاج العوام إلی تهذیب النفس بالأعمال البدنیة، و نحن مستغنون عنه. فهؤلاء یرفعون درجتهم عن درجة الأنبیاء- علیهم السلام- إذ کانوا یصرحون بأن ارتکاب الأمور المباحة فضلا عن الخطایا و المعاصی یصدهم عن طریق اللّه، حتی یبکون سنین متوالیة علی ترک الراجح و فعل المرجوح، فهم أشد الناس غرورا، و أعظم الخلق حماقة و جهلا.
و (منهم) من یدعی غایة المعرفة و الیقین، و الوصول إلی درجات المقربین، و مشاهدة المعبود، و مجاورة المقام المحمود، و الملازمة فی عین الشهود، و تلقف من الطامات کلمات یرددها، و یظن أنه یتکلم عن الوحی و یخبر عن السماء. و ینظر إلی العباد و الفقهاء و المحدثین و سائر أصناف العلماء
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست