responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 278

سلیمان (ع)، فطلبه و عاتبه فی ذلک، فقال. یا نبی اللّه کلام العشاق لا یحکی».
و نقل: «ان سمنون المحب بعد ما قال البیت المذکور، ابتلی بمرض الحصر، فکان یصیح و یجزع، و یسأل اللّه العافیة، و یظهر الندامة مما قال، و یدور علی ابواب المکاتب، و یقول للصبیان: ادعوا لعمکم الکذاب». و الحاصل: ان صیرورة البلاء أحب عند بعض المحبین من العافیة، لاستشعارهم رضا المحبوب لأجله، و کون رضاه عندهم أحب و الذ من العافیة انما یکون فی غلیان الحب، فلا یثبت و لا یدوم. و مع ذلک کله، فاعلم ان الظاهر من بعض الاخبار الآتیة فی باب الصبر: ان فی الجنان درجات عالیة لا یبلغها أحد الا بالمصائب الدنیویة و الصبر و الشکر علیها، و یؤیده ابتلاء أکابر النوع، من الأنبیاء و الأولیاء، بالمصائب العظیمة فی الدنیا، و ما ورد من ان أعظم البلاء موکل بالانبیاء ثم بالأولیاء، ثم بالأمثل فالامثل فی درجات العلاء و الولاء. و علی هذا، فالظاهر اختلاف اصلحیة کل من البلاء و العافیة باختلاف مراتب الناس. فمن کان قوی النفس صابرا شاکرا فی البلاء، و لم یصده عن الذکر و الفکر و الحضور و الانس و الطاعات و الإقبال علیها، و لم یصر باعثا لنقصان الحب للّه، فالبلاء فی حقه أفضل فی بعض الأوقات، اذ بإزائه فی الآخرة من عوالی الدرجات ما لا یبلغ بدونه، و من کان له ضعف نفس یوجب ابتلاءه بالمصائب جزعا أو کفرانا، او منعه عن شی‌ء مما ذکر، فالعافیة اصلح فی حقه، و ربما کان البلاء مما منعه من الوصول إلی المراتب العظیمة، فلا ریب فی ان العافیة و عدم هذا البلاء أفضل و أعلی منه. فان البصیر الذی توسل بعینیه إلی النظر إلی عجائب صنع اللّه، و توصل به إلی معرفة اللّه، و تمکن لأجل العینین إلی مطالعة العلوم و تصنیف الکتب الکثیرة من أنواع العلوم، و تبقی آثاره العلمیة علی مر الدهور، و ینتفع من علومه الناس ابدا، و ربما بلغ لأجل العینین إلی غایة
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست