responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 26

و اللیلة مرة، فیجری به لسانه، و قلبه مردد فی أودیة الأمانی، و ربما أسرع فی القراءة غایة السرعة، و یظن ان سرعة اللسان من الکمالات، و یتفاخر علی الأمثال و الأقران.
و (منهم) من اغتر ببعض النوافل، کصلاة اللیل، أو مجرد غسل الجمعة، أو أمثال ذلک، من غیر اعتداد بالفرائض، زاعما أن المواظبة علی مجرد هذه النافلة ینجیه فی الآخرة، فهو أیضا من المغرورین.
و (منهم) من تزهد و قنع بالدون من المطعم و الملبس و المسکن، ظانا أنه أدرک رتبة الزهاد، و مع ذلک راغب فی الرئاسة باشتهاره بالزهد، فهو ترک أهون المهلکین باعظمها، إذ حب الجاه أشد فسادا من حب المال، و لو ترک الجاه و أخذ المال لکان أقرب إلی السلامة، فهو مغرور، إذ ظن أنه من الزهاد، و لم یعرف أن منتهی لذات الدنیا الرئاسة، و هو یحبها، فکیف یکون زاهدا؟

الطائفة السادسة (المتصوفة)

و المغترون فیهم أکثر من ان یحصی:
(فمنهم) أرباب البوقات، و هم القلندریة الذین لا یعرفون معنی التصوف و لا شیئا من مراسیم الدین، و صرفوا اوقاتهم فی التکدی و السؤال من الناس، و یظنون أنهم تارکون للدنیا مقبلون علی الآخرة، مع انهم لو ظفروا بشی‌ء من أمور الدنیا لأخذوه بجمیع جوارحهم، فهؤلاء ارذل الناس بوجوه کثیرة لا تخفی.
و (منهم) من اغتر بالزی، و المنطق، و لبس الصوف، و اطراق الرأس و ادخاله فی الجیب، و خفض الصوت، و تنفس الصعداء، و تحریک البدن

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست