responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 253

الثالث- النعم الخارجة المضیفة بالبدن:

و هی: المال، و الجاه، و الأهل، و کرم العشیرة.

الرابع- الأسباب التی تناسب من وجه الفضائل النفسیة، و یعبر عنها بالنعم التوفیقیة:

و هی: هدایة اللّه، و رشده، و تسدیده، و تأییده. و هذه الجملة مما یتوقف بعضها علی بعض، الی ان ینتهی إلی السعادة التی هی مطلوبة لذاتها. و التوقف إما علی سبیل اللزوم و الضرورة، کتوقف سعادة الآخرة علی الفضائل النفسیة و البدنیة، و توقف الفضائل النفسیة علی صحة البدن، او علی سبیل النفع و الإعانة، کتوقف الفضائل النفسیة و البدنیة علی النعم الخارجة.
و وجه کونها معینة نافعة فی تحصیل العلم و تهذیب الأخلاق و صحة البدن ظاهر. و اعانة الجمال فی کسب الفضائل النفسیة و البدنیة مبنی علی أن القبیح مذموم، و الطباع عنه نافرة، فحاجات الجمیل إلی الإجابة أقرب، و جاهه فی الصدور أوسع. و أیضا الغالب دلالة الجمال علی فضیلة النفس، لان نور النفس إذا تم اشراقه تأدی إلی البدن. و لذلک عول أصحاب الفراسة فی معرفة مکارم النفس علی هیئات البدن. ثم انا لا نعنی بالجمال ما یحرک الشهوة، فان ذلک انوثة، بل نعنی به البراءة عن العیوب و النقص و الزیادة، و ارتفاع القامة علی الاستقامة، مع الاعتدال فی اللحم، و تناسب الأعضاء، و تناسب خلقة الوجه، بحیث لا تنبو الطباع عن النظر إلیه. و اما احتیاج الفضائل الخلقیة و الجسمیة الخارجیة إلی النعم التوفیقیة، فلأن المراد بالتوفیقیة هو التآلف بین إرادة العبد و بین قضاء اللّه و قدره، بشرط کون المراد و المقضی سعادة. و بعبارة أخری: هو توجیه الأسباب نحو المطلوب.
و أما الهدایة، فلها مراتب: اولاها: الهدایة العامة، و هی إرادة طریق الخیر و تعریفه. و ثانیتها: الخاصة، و هی الافاضات المتتالیة الواردة من

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست