responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 210

و الأئمة، و کانوا علی أعلی مقامات الرضا، و تظاهرت الآیات و تواترت الأخبار فی الأمر بالدعاء و فوائده و عظم مدحه، و اثنی اللّه- سبحانه- علی عباده الداعین، حیث قال:
وز یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً [1]. و قال: ادْعُونی أسْتَجِبْ لَکُمْ [2]. و قال: أُجیبُ دَعْوَة الدّاعِ إِذا دَعانِ [3].
و هو یوجب صفاء الباطن، و خشوع القلب، و رقة النظر، و تنور النفس و تجلیها. و قد جعله اللّه- تعالی- مفتاحا للکشف، و سببا لتواتر مزایا اللطف و الإحسان. و هو أقوی الأسباب لافاضة الخیرات و البرکات من المبادی العالیة.
فان قیل: ما یرد علی العبد من المکاره و البلایا یکون بقضاء اللّه و قدره، و الآیات و الأخبار ناطقة بالرضا بقضاء اللّه مطلقا، فالتشمر لرده بالدعاء یناقض الرضا.
قلنا: إن اللّه- سبحانه- بعظیم حکمته، أوجد ال. شیاء علی التسبیب و الترتیب بینهما، فربط المسببات بالأسباب، و رتب بعضها علی بعض، و جعل بعضها سببا و واسطة لبعض آخر، و هو مسبب الأسباب. و القدر عبارة عن حصول الموجودات فی الخارج من أسبابها المعینة بحسب اوقاتها، مطابقة لما فی القضاء، و القضاء عبارة عن ثبوت صور جمیع الأشیاء فی العالم العقلی علی الوجه الکلی. مطابقة لما فی العنایة الإلهیة المسماة بالعنایة الأولی،
(1) الأنبیاء، الآیة: 90.
(2) المؤمن، الآیة: 60.
(3) البقرة، الآیة: 186.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست