جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 211

و العنایة عبارة عن إحاطة علم اللّه- تعالی- بالکل علی ما هو علیه إحاطة تامة، فنسبة القضاء إلی العنایة کنسبة القدر إلی القضاء. ثم، من جملة الأسباب لبعض الأمور الدعاء و التصدق و امثالهما، فکما أن شرب الماء سبب رتبه مسبب الأسباب لإزالة العطش، و لو لم یشربه لکان عطشه باقیا إلی أن یؤدی إلی هلاکه، و شرب المسهل سبب لدفع الاخلاط الردیة، و لو لم یشربه لبقیت علی حالها، و هکذا فی سائر الأسباب، و کذلک الدعاء سبب رتبه اللّه- تعالی- لدفع البلایا و رفعها، و لو لم یدع لنزل البلاء و لم یندفع.
فلو قیل: لو کان فی علم اللّه- تعالی- و فی قضائه السابق، أن زیدا- مثلا- یدعو اللّه، أو یتصدق، عند ابتلائه ببلیة کذا، و تندفع به بلیته لدعاء أو تصدق، و دفع بلیته، و لو کان فیهما أنه لا یدعو اللّه و لا یتصدق و یبتلی بتلک البلیة، و لم یدع اللّه، و لم یتصدق، لم تندفع عنه البلیة، و الحاصل:
ان کل ما تعلقت به العنایة الکلیة و القضاء الازلی یحصل مقتضاه فی الخارج و عالم التقدیر، إن خیرا فخیر، و إن شرا فشر، فأی فائدة فی سعی العبد و اجتهاده؟
قلنا: هذه من جملة شبهات الجبریة علی کون العبد مجبورا فی فعله و نفی الاختیار عنه، و لا مدخلیة لها بکون الدعاء غیر مناقض للرضا، و کونه من جملة الأسباب المرتبة منه- تعالی- لحصول مسبباتها. کالتزویج لتحصیل الولد، و الأکل و الشرب لدفع الجوع و العطش، و لبس الثیاب لدفع الحر و البرد، و غیر ذلک. ثم الجواب من الشبهة المذکورة و أمثالها مذکور فی موضعها.
و أما إنکار المعاصی و کراهتها، و الفرار من أهلها و من البلد الذی شاعت فیه، فقد تعبد اللّه به عباده و ذمهم علی الرضا بها، فقال:

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي الجزء : 3 صفحة : 211

صيغة PDF

شهادة

الفهرست