responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 209

و یشهد بذلک حکایات المحبین، علی ما هو فی الکتب مسطور، و فی الالسنة و الافواه مذکور. فان للحب عجائب، من لم یذق طعمها لا یعرفها.
و قد روینا: ان أهل مصر مکثوا أربعة أشهر لم یکن لهم غذاء إلا النظر إلی وجه یوسف الصدیق (ع)، کانوا إذا جاعوا نظروا إلی وجهه، فشغلهم جماله عن الإحساس بألم الجوع. بل فی القرآن ما هو أبلغ من ذلک، و هو قطع النسوة ایدیهنّ لاشتهارهن بملاحظة جماله، حتی ما احسسن بذلک.
و روی: «أن عیسی (ع) مر برجل أعمی و أبرص، مقعد مفلوج، و قد تناثر لحمه من الجذام، و هو یقول: الحمد للّه الذی عافانی مما ابتلی به کثیرا من الناس! فقال عیسی: یا هذا! أی شی‌ء من البلاء تراه مصروفا عنک؟ فقال:
یا روح الله! انا خیر ممن لم یجعل اللّه فی قلبه ما جعل فی قلبی من معرفته، فقال: صدقت! هات یدک، فناوله یده، فإذا هو أحسن الناس وجها، و افضلهم هیئة، قد اذهب اللّه عنه ما کان به، و صحب عیسی و تعبد به».

فصل (هل یناقض الدعاء و نحوه الرضا)

اعلم ان الدعاء غیر مناقض للرضا، و کذلک کراهیة المعاصی، و مقت أهلها، و حسم أسبابها، و السعی فی ازالتها بالامر بالمعروف و النهی عن البطالة و الغرور: أن جمیع ذلک یخالف الرضا، إذ کل ما یقصد رده بالدعاء و أنواع المعاصی و الفجور و الکفر من قضاء اللّه و قدره، فیجب للمؤمن أن یرضی به. و قد رأوا السکوت علی المنکرات مقاما من مقامات الرضا، و سموه حسن الخلق، و هذا جهل بالتأویل، و غفلة من أسرار الشریعة و دقائقها.
أما الدعاء، فلا ریب فی أنا قد تعبدنا به، و قد کثرت أدعیة الأنبیاء

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست