فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْینٍ [1]. و الثانیة: السّلام علیهم من ربهم، فتزید ذلک علی الهدیة، و هو قوله- تعالی-: سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍ رَحیمٍ [2]. و الثالثة: یقول اللّه- تعالی-: «إنی عنکم راض»، و هو أفضل من الهدیة و التسلیم، و ذلک قوله- تعالی-: وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أکَبرُ [3]: أی من النعیم الذی هم فیه. و
معنی رضا اللّه عن العبد قریب من معنی حبه له، إلا أنه فی الآخرة سبب
لدوام النظر و التجلی فی غایة ما یتصور من اللقاء و المشاهدة. و لهذا لیست
رتبة فی الجنة فوقه. و یروه أهل الجنة اقصی الأمانی، و غایة الغایات.
فصل (رد إنکار تحقق الرضا)
من الناس من أنکر إمکان تحقیق الرضا فی أنواع البلاء و فیما یخالف
الهوی، و قال المتمکن فیهما: هو الصبر دون الرضا، و هو انما أتی من ناحیة
إنکار المحبة، إذ بعد ثبوت إمکان الحب للّه و استغراق الهم به لا یخفی
ایجابه للرضا بافعال المحبوب. و ذلک یکون من وجهین: أحدهما- ان یوجب
الاستغراق فی الحب إبطال الإحساس بالالم، حتی یجری علیه المؤلم و لا یحس
به، و تصیبه جراحة و لا یدرک المها. و لا تستعبدن ذلک، فان المحارب عند
خوضه فی الحرب، و عند شدة غضبه أو