responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 207

فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْینٍ [1].
و الثانیة: السّلام علیهم من ربهم، فتزید ذلک علی الهدیة، و هو قوله- تعالی-:
سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍ رَحیمٍ [2].
و الثالثة: یقول اللّه- تعالی-: «إنی عنکم راض»، و هو أفضل من الهدیة و التسلیم، و ذلک قوله- تعالی-:
وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أکَبرُ [3]: أی من النعیم الذی هم فیه.
و معنی رضا اللّه عن العبد قریب من معنی حبه له، إلا أنه فی الآخرة سبب لدوام النظر و التجلی فی غایة ما یتصور من اللقاء و المشاهدة. و لهذا لیست رتبة فی الجنة فوقه. و یروه أهل الجنة اقصی الأمانی، و غایة الغایات.

فصل (رد إنکار تحقق الرضا)

من الناس من أنکر إمکان تحقیق الرضا فی أنواع البلاء و فیما یخالف الهوی، و قال المتمکن فیهما: هو الصبر دون الرضا، و هو انما أتی من ناحیة إنکار المحبة، إذ بعد ثبوت إمکان الحب للّه و استغراق الهم به لا یخفی ایجابه للرضا بافعال المحبوب. و ذلک یکون من وجهین:
أحدهما- ان یوجب الاستغراق فی الحب إبطال الإحساس بالالم، حتی یجری علیه المؤلم و لا یحس به، و تصیبه جراحة و لا یدرک المها. و لا تستعبدن ذلک، فان المحارب عند خوضه فی الحرب، و عند شدة غضبه أو


(1) السجدة، الآیة: 17.
(2) یس، الآیة: 58.
(3) التوبة، الآیة: 73.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست