responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 186

الأول- أن یحب انسان إنسانا لذاته، لا لیتوصل به إلی محبوب و مقصود وراءه، بأن یکون هو فی ذاته محبوبا عنده، بمعنی انه یلتذ برؤیته و معصیته و مشاهدة اخلاقه، لاستحسانه له، فان کل جمیل لذیذ فی حق من أدرک جماله، و کل لذیذ محبوب، و اللذة تتبع الاستحسان، و الاستحسان یتبع المناسبة و الموافقة و الملائمة بین الطباع. ثم ذلک المستحسن، اما أن یکون جمال الصورة، و کمال العقل، و غزارة العلم، و حسن الأخلاق و الافعال، و کل ذلک یستحسن عند الطباع السلیمة، و کل مستحسن مستلذ به و محبوب، و من هذا القسم أن یحبه لأجل مناسبة خفیة معنویة بینهما، فانه قد تستحکم المودة بین شخصین من غیر حسن فی خلق و خلق، و من دون ملاحة فی صورة، و لا غیرها من الأعضاء، بل المناسبة باطنة توجب الألفة و الموافقة و المحبة، فان شبه الشی‌ء ینجذب إلیه بالطبع، و الأشیاء الباطنة خفیة، و لها أسباب دقیقة لیس فی قوة البشر أن یطلع علیها، و إلی هذا القسم من الحب و الموافقة أشار رسول اللّه (ص) بقوله: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناکر منها اختلف». فالحب نتیجة التناسب الذی هو التعارف، و البغض نتیجة التناکر. و معلوم ان هذا القسم من الحب لا یدخل فی الحب للّه، بل هو حب بالطبع و شهوة النفس، لذا یتصور ممن لا یؤمن باللّه، إلا انه ان اتصل به غرض مذموم صار مذموما، و إلا فهو مباح لا یوصف بمدح و ذم.
الثانی- أن یحبه لا لذاته، بل لینال منه محبوبا وراء ذاته، و کانت لهذا المحبوب فائدة دنیویة. و لا ریب فی أن کلما هو وسیلة إلی المحبوب محبوب، و عدم کون هذا الحب من جملة الحب فی اللّه ظاهر.
الثالث- أن یحبه لا لذاته، بل لغیره، و ذلک الغیر راجع إلی
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست