responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 166

و ثانیها- کمال قوة الحب و الشهوة و ضعفه.
و ثالثها- کمال الإدراک و ضعفه، فان الالتذاذ برؤیة المعشوق فی ظلمة، أو من بعد، أو من وراء ستر رقیق، لیس کالالتذاذ برؤیته علی قرب من غیر ستر عند کمال الضوء.
و رابعها- عدم الآلام الشاغلة و العوائق المشوشة و وجودها، فان التذاذ الصحیح الفارغ المتجرد للنظر إلی المعشوق لیس کالتذاذ الخائف المذعور او المریض المتألم، او المشغول قلبه بهم من المهمات، فلو کان العاشق ضعیف الحب، ناظرا إلی معشوقة علی بعد و من وراء ستر رقیق، مشغول القلب بمهمات، مجتمعة علیه حیات و عقارب تؤذیه و تلذعه، لم یکن خالیا عن لذة ما فی هذه الحالة من مشاهدة معشوقه، إلا أنه إذا فرض ارتفاع الستر و اشراق الضوء، و اندفاع الحیات و العقارب المؤذیة، و فراغ قلبه من المهمات، و حدوث عشق مفرط، و شهوة قویة، بحیث بلغت أقصی الغایات، تضاعفت لذته، بحیث لم تکن للذته الأولی نسبة إلیها بحجه.
فکذلک الحال فی نسبة لذة المعرفة فی الدنیا مع حجاب البدن و الاشتغال بمهماته، و مع تسلط حیات الشهوات و عقاربها: من الجوع، و العطش، و الشبق، و الغضب، و الحزن، و الهم، و مع ضعف النفس و قصورها و نقصانها فی الدنیا عن التشوق إلی الملأ الأعلی لالتفاتها إلی اسفل السافلین إلی لذة اللقاء و المشاهدة التی یندفع فیها جمیع ذلک عن النفس، فالعارف لعدم خلوه فی الدنیا عن هذه العوائق و المشوشات و ان قویت معرفته لا یمکن ان تکمل لذته و تصفو بهجته، و ان ضعفت عوائقه و مشوشاته فی بعض الأحوال و بقی سالما، لاح له من جمال المعرفة ما تعظم لذته و بهجته و یدهش عقله، بحیث یکاد القلب یتفطر لعظمته، الا ان ذلک کالبرق الخاطف، و لا یمکن
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست