responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 167

ان یدوم، اذ الخلو عن العوائق و المشوشات لیس یمکن ان یدوم، بل هو آنی، و یعرض بعد الآن من الشواغل و الافکار و الخواطر ما یشوشه و ینقصه، و هذه ضرورة قائمة فی هذه الحیاة الفانیة. فلا تزال هذه اللذة منقصة إلی الموت. و انما الحیاة الطیبة بعده، و انما العیش عیش الآخرة، فان الدار الآخرة لهی الحیوان لو کانوا یعلمون. و لذا کل عارف کملت معرفته فی الدنیا و أحب لقاء اللّه یحب الموت و لا یکرهه، الا من حیث إرادته زیادة استکمال فی المعرفة، فان المعرفة- کما عرفت- بمنزلة البذر. و کلما کثرت المعرفة باللّه و بصفاته و بأفعاله و بأسرار مملکته قویت المشاهدة و اشتدت، و کثر النعیم فی الآخرة و عظم، کما انه کلما کثر البذر و حسن کثر الزرع و حسن، و لا ریب فی ان المعرفة لا تنتهی إلی مرتبة لا تکون فوقها مرتبة، اذ بحر المعرفة لا ساحل له. و الإحاطة بکنه جلال اللّه محال. فالعارف و ان قویت معرفته، ربما أحب طول العمر و کره الموت لتزداد معرفته.
ثم أهل السنة قالوا: «ان الرؤیة فی الآخرة مع تنزهها عن التخیل و التصور و التقدیر بالشکل و الصورة و التحدید بالجهة و المکان: تکون بالعین دون القلب»: (و هو عندنا باطل): اذ الرؤیة بالعین محال فی حق اللّه- تعالی-، سواء کانت فی الدنیا او فی الآخرة، فکما لا تجوز رؤیة اللّه- سبحانه- فی الدنیا بالعین و البصر، فکذلک لا تجوز فی الآخرة، و کما تجوز رؤیته فی الآخرة بالعقل و البصیرة لاهل البصائر- اعنی غایة الانکشاف و الوضوح بحیث تتأدی إلی المشاهدة و اللقاء- فکذلک تجوز رؤیته فی الدنیا بهذا المعنی، و الحجاب بینه و بین خلقه لیس إلا الجهل و قلة المعرفة دون الجسد، فان العارفین و أولیاء اللّه یشاهدونه فی الدنیا فی جمیع أحوالهم
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست